IMLebanon

العطش ليس العارض الوحيد للجفاف

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

عند الفشل في شرب كمية كافية من المياه لتعويض السوائل المفقودة عن طريق البول، والتعرّق، وحتى التنفس، يبدأ الجسم بدخول مرحلة الجفاف. واللافت أنّ التعرّض لهذه الحالة لا يجعلكم تشعرون فقط بالعطش، إنما يملك أيضاً تأثيراً كبيراً في مختلف وظائف الجسم.

لا مفرّ من الجفاف في حال عدم كفاية المياه في الجسم. ووفق الأطباء، فإنّ ظهور العطش يعني عادةً أنّ الشخص تعرّض للجفاف بنسبة 2 في المئة تقريباً. يستدعي هذا الأمر شرب كوب ماء سريعاً، وإلّا فإنّ الجفاف سيتفاقم تدريجاً، خصوصاً عند الانخراط في النشاط البدني.

غير أنّ العطش ليس العارض الوحيد الذي يجب أخذه في الاعتبار، إنما من الضروري أيضاً الحذر من العلامات التالية:

جفاف الفم
يعجز الجسم عن إنتاج لُعابٍ كافٍ إذا كان لا يملك سوائل جيّدة. كذلك يجب الانتباه من رائحة الفم الكريهة التي قد تحدث بسبب جفاف الفم. المطلوب شرب المياه قبل اللجوء إلى العلكة، لأنّ المسؤول عن ذلك يكون غالباً الجفاف الخفيف.

البول الداكن
كلما ارتفع مجموع المياه في الجسم، اتّخذ البول لوناً أكثرَ شفافية. أمّا اللون الأغمق فيعني أنه أكثر تركيزاً ويُشير إلى الحاجة لشرب مزيد من المياه.

قلّة التبوّل
تساعد المياه الكِليتين على إزالة البقايا من الدم عن طريق البول. لكن في حال عدم تزويدهما بمياه كافية لإتمام هذه الوظيفة، فإنه لن يتمّ التبوّل بشكل متكرّر. بدل ذلك، يحتفظ الجسم ببقاياه، وعند التعرّض لجفاف مُزمن، قد تظهر مشكلات صحّية أكثر جدّية مع الوقت. عندما يكون البول مركّزاً جداً، تلتصق البقايا المعدنية ببعضها لتشكّل حِصى الكِلى. يُذكر أنّ النظام الكِلوي ليس وحده الذي يعتمد على المياه لإتمام وظائفه جيداً، إنما ذلك ينطبق أيضاً على كل نظام رئيسي في الجسم بما فيه القلب، والدماغ، والرئتين.

جفاف البشرة
لا شكّ في أنّ الجلد هو العضو الأكبر في الجسم، وعلى غِرار أيّ عضو آخر، فهو يحتاج إلى كميات جيّدة من إمدادات الدم للعمل. في حال ملاحظة جفاف البشرة أكثر من المعتاد، يجب عدم اللجوء فقط إلى المرهم المُرطِّب لأنّ ذلك قد يدلّ أيضاً على عدم كفاية مجموع المياه في الجسم، وبالتالي يجب إدخالها بكميات أكبر إلى النظام الغذائي.

انخفاض ضغط الدم
أكثر من نصف الدم في الجسم هو البلازما، أي المادة السائلة الشفافة التي تميل إلى الاصفرار، والمكوّنة من المياه، والبروتين، والملح. من دون وجود كمية كافية من المياه في البلازما، فإنّ الدم يصبح أكثر تركيزاً ويجد صعوبة أكبر في التدفق عبر الجسم إلى الأعضاء التي تحتاجه.

تشنّج العضلات
التعرّض للجفاف يجعل الدم أكثر تركيزاً، وبالتالي ينخفض الحجم الكلّي للدم في الجسم. سوء الترطيب يدفع الجسم إلى التساؤل عن الأعضاء الأكثر حاجة للدم، لتكون النتيجة تفوّق القلب على العضلات. عدم كفاية تدفّق الدم إلى العضلات يسبّب تشنّجها.

الإمساك
على غِرار النظام الكِلوي، يحتاج الجهاز الهضمي إلى الكثير من المياه لإتمام وظائفه بسلاسة. تسمح المياه للمأكولات بالتحرّك من خلال الأمعاء، كما أنها تُبقي هذه الأخيرة صحّية وفعّالة. غير أنّ الإمساك قد يشير إلى نقص السوائل لنقل البقايا خارج الجسم.

التعب
بدءاً من الخمول بعد الظهر وصولاً إلى التعب الساحق، فإنّ السبب قد يرجع إلى الجفاف. عند التعرّض لنقص المياه في الجسم، ينخفض ضغط الدم، ويبطؤ تدفّق الدم إلى الدماغ، ويرتفع معدّل دقات القلب، وكل هذه العوامل تدفع للشعور بالتعب.

أوجاع الرأس
إذا لم يتلقَ الدماغ سوائل كافية للقيام بوظائفه جيداً، تظهر مجموعة أعراض أكثرها شيوعاً أوجاع الرأس، علماً أنّ الجفاف هو محفّز شائع أيضاً للصداع النصفي. آلام الرأس، والدوخة، وفقدان الوعي هي من الإشارات الأكثر تطرّفاً للحاجة إلى إعادة الترطيب فوراً.

ما العمل؟
علاج الجفاف الخفيف إلى المعتدل يعتمد على تعويض السوائل التي خسرها الجسم. بالنسبة إلى الأعراض الخفيفة، ينصح الخبراء بشرب المياه والحصول على سناك يحتوي الصوديوم لمساعدة الجسم على الاحتفاظ بالسوائل. يجب شرب رشفات صغيرة من المياه بدلاً من الجرعات الكبيرة، بما أنّ كثرة المياه تُرهق المعدة وتسبّب الغثيان. وإذا كانت المياه والسناكات المالحة غير كافية لاستعادة التوازن، أو في حال التعرّض لإشارات أكثر اعتدالاً، يجب اللجوء إلى المشروبات الرياضية التي تحتوي الإلكتروليت. هذه الأخيرة عبارة عن معادن في سوائل الجسم، وعند التعرّق كثيراً قد يستدعي الأمر سدّ نقصها وكذلك بالنسبة إلى مجموع المياه في الجسم. أمّا في حال معاناة التقيّؤ، وتغيّرات في الحالة العقلية، والإغماء فإنّ هذه الإشارات تستدعي حتماً استشارة الطبيب.