IMLebanon

هل يتكرر سيناريو “الطائف” وتدفع “القوات” ثمن دعم التسوية؟

صحيح ان مسار ترميم العلاقات بين طرفي “تفاهم معراب” انطلق بزيارة وزير الاعلام “ميرنا الشالوحي” موفدا من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، بعد فترة من المواجهة السياسية الحادة، بلغت حد إعلان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سقوط الاتفاق في شقه السياسي وقوله انه لم يعد موجودا.. الا ان رحلة “رأب الصدع” هذه، تخشى مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية”، الا تؤتي ثمارها المرجوة، لناحية إحياء مبدأ الشراكة و”الندية” في الحكم بين القوات والتيار، وأن تتوقف نتائجها عند صون “المصالحة” المسيحية – المسيحية، لا أكثر.

وتستشهد المصادر بالمواقف التي نُقلت اليوم عن الوزير باسيل حيث قال “على “القوات” ان تَكفّ عن سعيها الى التماثل بنا والإيحاء بأنّ قوتها التمثيلية تعادل تلك التي نملكها”، قبل ان تسأل “هل تدفع القوات ثمن التسوية الرئاسية التي كانت من أبرز المساهمين في إرسائها، تماما كما دفعت ثمن اتفاق الطائف”؟

ففي رأيها، وقفت القوات مع الاتفاق الذي أسكت المدافع بداية التسعينيات، لإخراج البلاد من الحرب التي مزّقتها، ودعمت وصول الرئيس الياس الهراوي الى بعبدا، الا أنها سرعان ما وجدت نفسها “ضحية” مدّ يدها، فأدخل رئيسها سمير جعجع السجن.

وهذه المرة يبدو الوضع شبيها الى حد كبير. فبعد ان أبرمت معراب مع التيار الوطني الحر تفاهما سياسيا واسعا، قررت على أساسه تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لانقاذ لبنان من براثن الشغور الرئاسي الذي أنهكه، دلّت الوقائع السياسية كلّها، لا سيما داخل مجلس الوزراء، الى أن هذا الاتفاق لم يُحترم وهمّش “القوات”، ما دفعها الى رفع الصوت مرارا منتقدة تجاوز رئيس “التيار” رأيها في أكثر من ملف، ومفهومَه للشراكة الذي في نظره يعني “استتباعا”، على حد تعبيرها.

واليوم، تضيف المصادر، يرفض التيار الوطني إعطاء القوات اللبنانية الحصة التي تطالب بها حكوميا. وفي وقت تقول الاخيرة ان اتفاق معراب نص على المناصفة الوزارية بين الحزبين المسيحيين، يشير التيار الى ان أسس التمثيل الوزاري هذه المرة تنطلق من نتائج الانتخابات النيابية “حصرا”، بغض النظر عن اي تفاهمات أخرى.

وفي ظل هذا الموقف “البرتقالي” المتصلب، تعتبر المصادر ان “القوات” حققت فعلا انتصارا في الانتخابات وقد تكون الحزب او القوة السياسية الوحيدة التي ضاعفت عدد نوابها الذي انتقل من 8 الى 15. الا ان هذا الفوز الشعبي، لن تكون له على الارجح ترجمة سياسية. ففيما كانت ممثلة في الحكومة الحريرية الاخيرة باربعة مقاعد وزارية، الاتجاه الغالب الا تتجاوز حصتها هذه المرة، رغم نتائجها الانتخابية، اربعة مقاعد وربما انخفض الى 3، ما يعني ان القوات التي انتصرت شعبيا قد لا تكون انتصرت في السياسة.

على أي حال، تدعو المصادر الى ترقب ما ستنتهي اليه جهود إنعاش “إعلان النيات”. ففي رأيها، ثمة حاجة الى اعادة قراءة التفاهم من قبل طرفيه لوضع أطر وأسس واضحة لتنفيذه في المرحلة المقبلة، بما يناسب مصلحتهما لا مصلحة أحدهما. الا ان المصادر لا تعوّل كثيرا على هذه المفاوضات. ففي رأيها، تجاوزُه القوى المسيحية الاخرى الموجودة على الساحة، حمّله بذور “الفشل”. وبعد أن أطاح المستقلين والاحزاب الاخرى، قد يكون “فائض القوة” عاملا ناسفا له هذه المرة، على قاعدة “أُكلت يوم أكل الثور الابيض”…