IMLebanon

كرم: مع الثنائيات من أجل الجميع وليس لإلغاء أحد

تردي العلاقة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” دفع بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الدخول على الخط لاحتواء الخلاف. فبعد زيارة قصر بعبدا، يلتقي البطريرك في بكركي عرابي المصالحة المسيحية لاستكمال تبريد الأجواء.

وفيما عممت “القوات اللبنانية” على جميع وزرائها ونوابها الحاليين والسابقين والمسؤولين على المستويات كافة عدم الرد على أي تهجم تتعرض له “القوات”، لاقى هذا التوجه وزير الخارجية جبران باسيل فدعا خلال مؤتمر صحافي عقده عقب زيارة وفد “تكتل لبنان القوي” للمجلس الاقتصادي الاجتماعي إلى وقف السجالات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي.

على هذا الأساس، دخلت “التهدئة” بين “التيار” و”القوات” حيز التنفيذ بعد أسبوع من السجالات تمهيداً لاستئناف الحوار مما سينعكس إيجاباً على مسار تأليف الحكومة.

أوضح أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق ​فادي كرم لـ”المركزية” “أن التهدئة هي أساس للانطلاق مجددا بخطة حل، وعندما نصل إلى مساحة مشتركة وتصور واحد في الشراكة في حكومة العهد المزمعة، ستكون اللقاءات طبيعية. نحن نقوم بالتهدئة عن قناعة لأننا نعتبر أنها ضرورية للتأليف وحريصون أن يتم التأليف بأسرع وقت. فالتأليف السريع والمتأني والعادل يؤدي إلى استمرار العهد بوضع جيد”.

وهل من يفتعل المشاكل؟ يقول كرم: “هناك بعض الخبثاء الذين لا يتمنون لهذا الوطن أن يسير بالطريقة الصحيحة ولديهم أهداف معروفة كانت ما قبل ثورة الأرز وما بعدها وما زالت اليوم، يطلون مجددا برؤوسهم من مكان أو آخر. هؤلاء يسعون إلى شرذمة الصفوف واللعب على التناقضات لإفشال الجميع من منطلق الثور الأبيض والثور الأسود”.

لكن تفاهم معراب هو تفاهم مصالح ومحاصصات كما يعتقد فريق من المسيحيين الموضوع خارجه، يؤكد كرم أن “من يدّعي ذلك هو من يقرأ جزءا بسيطا ويفسره كما يريده لأن التفاهم يرتكز الى نقاط كثيرة أساسها إعادة بناء المؤسسات وتقوية الدولة والنظر في الاقتصاد والسيادة وكل الأمور الضرورية لإنجاح أي عهد، ومن يريد أن يقرأه من باب الحصص إنما يريد أن يموّه عمله بضرب أي تفاهم يحصل بين هذين الفريقين اللذين يمثلان فعلا معظم الساحة المسيحية، وذلك لأسباب شخصية ولإلغاء الطرفين”.

هل من لقاء بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، يشدد كرم على أن “الموضوع مطروح، لكن لا نعرف موعده المرتبط بالضرورات وهو سهل جدا لا يحتاج الى تحضيرات”.

وهل من لقاء بين جعجع وباسيل؟ أجاب كرم: “إذا كان هناك من داع فلا مانع لكنه ليس مطلبا حاليا”.

وعن اللقاء بين الراعي وكل من وزير الإعلام والنائب ابراهيم كنعان، أوضح كرم أن “هذه من ضمن حركة البطريرك المباركة والجيدة لتقريب وجهات النظر ولإفهام من يجب إفهامه ألا تجب المراهنة على الخلافات المسيحية – المسيحية لأننا كـ”قوات” سنقف قدر استطاعتنا في وجه هذه المحاولات الخبيثة كما أن أي محاولة لكب الزيت على النار في الخلافات المسيحية – المسيحية مضرة بالوطن بأكمله”.

أما عن رفض البطريرك للثنائيات، فقال عنه كرم: “يتحدث البطريرك عن فكرة موجودة في ذهن بعض الناس عن ثنائيات تلغي الآخرين ولكن هذه مسألة لا تمس بـ”القوات اللبنانية” لأن “القوات” كانت دائما وبعلم البطريرك تسعى إلى الثنائيات من أجل الجميع وليس من أجل الإلغاء.”

وهل من تشكيل قريب؟ يؤكد كرم “ألا تأليف على الأبواب لأننا ما زلنا نرمم ما حدث الأسبوع الماضي نتيجة تصعيد من طرف واحد والرد عليه. ولا مسودة جديدة للحكومة العتيدة لكن مجرد تهدئة الأجواء العامة والتفاهم مع “التيار” وهذا لمصلحة العهد، يعني أن إمكان فتح المجال للتفاهم على شكل التأليف وعلى المشاركة في الحكومة أصبح مفتوحا.”