IMLebanon

لا ثلث معطلا لحزب الله يضع لبنان في مواجهة الغرب!

في وقت يبدو الرئيس المكلف سعد الحريري ينتظر الانتهاء من جولة مباحثاته الجديدة قبل زيارة قصر بعبدا، تفيد أوساط مواكبة لعملية التشكيل “المركزية”، بأن مهمة الحريري ليست سهلة الا انه ليس في وارد الاذعان او “الاستسلام”، وهو يواصل الجهود لرسم تركيبة حكومية تكون عادلة للجميع وتحترم الاحجام والاوزان السياسية، موضحة انه يحاول حسم حصص وحقائب كل فريق دفعةً واحدة، لكسب الوقت، لا الاتفاق على الحصص اولا ثم “الغرق” مجددا في بحر تناتش الوزارات.

وفي السياق، تشير الى ان الحريري لا يزال يبحث عن مخارج لتمثيل القوات اللبنانية والحزب التقدمي، ويتردد ان معراب قد تُعطى 4 حقائب منها اثنتان اساسيتان هما العدل والتربية من دون وزارة سيادية او نيابة رئاسة الحكومة، الا ان هذا العرض بدوره غير نهائي في ظل تمسك “اشتراكي” بـ”التربية” ومطالبة التيار الوطني الحر أيضا بها. وهذا التنافس يدور ايضا على حلبة وزارة “الاشغال”.

وبعيدا من هذه المعمعة، تتحدث الأوساط عن جملة “ثوابت” لدى الحريري ليس في وارد التخلي عنها رغم كل الضغوط التي تمارس عليه والتي بات، وفق الاوساط، واعيا لها ولمصدرها تماما. فهو يدرك ان ثمة محاولات غير مباشرة لفرض ثلث معطل في الحكومة يتحكم به “حزب الله”. الا انه لن يتساهل هذه المرة، خلافا لكل المرات السابقة، في هذه المسألة، خاصة وأن المعطيات الاقليمية والدولية لا تذهب لصالح محور طهران. وفي رأيه، وفيما يسأل الغرب ومسؤولوه عن نتائج الانتخابات النيابية بعيد إعلان قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ان حزب الله بات يملك 74 نائبا في البرلمان، ويقلقون من اشتداد قبضة “الحزب” على الحياة السياسية اللبنانية، لا يمكن في اي شكل من الاشكال” اعطاء “الحزب” ثلثا معطلا في الحكومة يخوّله التحكم بقراراتها. ففي ظل التشدد الدولي والغربي، الاميركي والاوروبي والعربي، الآخذ في التوسع، ضد ايران وممارساتها، خطوة من هذا القبيل تعني رمي نفسنا في “فم الاسد”، ووضع كل المساعدات الدولية الموعودة بها بيروت في مهب الريح..وبحسب الاوساط، يرفض الحريري وضع لبنان في وجه الخارج وفي وجه الرئيس الاميركي دونالد ترامب وسياساته. فالاتحاد الاوروبي غير قادر على مقارعته، أنفعل نحن ذلك؟!

والى ثابتة ان “لا حكومة لا يرضى عنها الغرب”، تتحدث الاوساط عن ثابتة “حريرية” ثانية هي ان لا حكومة بلا القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، نظرا الى حجمهما النيابي من جهة والى تأثيرهما على نظرة الخارج العربي والغربي للحكومة من جهة ثانية.

أما الثابتة الثالثة تضيف الاوساط، فأنه يرفض تهديده بالمهل الزمنية كما لن يقبل بمحاصرته “سنيا” عبر خلق كتل نيابية تطالب بوزراء في الحكومة لتظهير “المستقبل” وكأنه فقد من شعبيته، بينما كان الحريري ضحى ووافق على قانون انتخابي عرف مسبقا انه سيحرمه من بعض النواب السنّة.