IMLebanon

نصائح روسية – أوروبية لإيران بالتهدئة إقليميًا

صحيح أن المسؤولين الإيرانيين يصعّدون النبرة ضد الولايات المتحدة الأميركية في أعقاب انسحابها من الاتفاق النووي، إلا أن مصادر دبلوماسية تستبعد، عبر “المركزية”، ذهاب طهران أبعد في المواجهة مع واشنطن، وتتوقع أن تبقى محصورة في المواقف من دون أن تسقط من حساباتها أيضًا إمكان لجوء إيران إلى تليين خطابها بشكل لافت، وحتّى تقديمها تنازلات في بعض الملفات الإقليمية في المرحلة المقبلة.

لماذا؟ لأن إحكام طوق العقوبات الاقتصادية الأميركية حول عنقها يتهدد مستقبلها جديًا، ومن الصعب أن تصمد أمام هذا الحصار طويلًا، خصوصًا أنه يطال أيضًا الشركات الأوروبية العاملة في إيران.

وفي السياق، رفضت الولايات المتحدة، مجددًا، في الساعات الماضية مناشدات رفيعة المستوى من الاتحاد الأوروبي بمنح إعفاءات لشركات أوروبية من العقوبات التي تستهدف إيران. وفي خطاب للدول الأوروبية، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بلاده ترفض هذه المناشدات، لأنها ترغب في ممارسة أقصى ضغط على إيران. وأضاف: “الإعفاءات سيتم منحها في حال أنها تفيد الأمن القومي الأميركي”، مشيرًا إلى “أننا سنسعى لممارسة ضغط مالي غير مسبوق على النظام الإيراني”. وتابع: “الولايات المتحدة في وضع لا يسمح باستثناءات من هذه السياسة، إلا في ظروف محددة للغاية”، وذلك وفقًا لشبكة إن بي سي الإخبارية الأميركية.

وعليه، تشير المصادر إلى أن الدول الأوروبية نصحت طهران بسلوك طريق أكثر اعتدالًا في المرحلة المقبلة، بما يعطي الاتصالات الروسية والأوروبية عمومًا والفرنسية خصوصًا لإقناع واشنطن بتهدئة “اندفاعتها” نحو معاقبة طهران وكل من يتعاطى معها اقتصاديًا وتجاريًا وسياسيًا، فرصة أكبر للنجاح، وفي شكل يسمح للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون بالسير قدمًا في وساطتهما لإنقاذ الاتفاق النووي واستكمال المفاوضات لإكمال الاتفاق قبل العام 2025.

وقد صدر أكثر من موقف عن مسؤولين إيرانيين أوحى بتبدل في الموقف التصعيدي. ففي أعقاب زيارته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع، قال مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي إن “طهران تنسق المواقف في شأن وجودها العسكري في سوريا مع موسكو ودمشق”، يؤشر إلى تبدّل ما بدأ يطرأ على السياسة الإيرانية والتي كانت حتى الأمس القريب تعتبر أن وجودها في سوريا لا نقاش فيه.

أما اليوم، فدعا المرشد على خامنئي إلى تعزيز علاقات بلاده “مع الشرق والغرب”، وشدد خلال لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني وأعضاء الحكومة على “ضرورة تعزيز الدبلوماسية وتطوير العلاقات الخارجية بشكل متصاعد، باستثناء بعض الحالات كما في حالة أميركا”. وهذا الكلام بحسب المصادر، إيجابي وإن هو استثنى منه الولايات المتحدة.

وبحسب المصادر، قد تدخل إيران، بناءً على النصائح الأوروبية – الروسية، في “هدنة” مع الولايات المتحدة، تمتد حتى الانتخابات الأميركية النصفية (الكونغرس) المقررة في تشرين المقبل، على أن تحدد في ضوء نتائجها – التي ستظهر ما إذا كانت الغالبية ستؤول للديمقراطيين أم ستبقى مع الجمهوريين – توجهاتها للمرحلة المقبلة.

وتختم المصادر مشيرةً إلى أن هذه التهدئة “الإيرانية” يفترض أن تترجم في سوريا ولبنان والعراق واليمن، حيث من المفترض أن تظهر طهران حسن نية وتسهل الحلول والتسويات ومسار الأمور السياسية، أما إذا لم تقترن بأفعال، فمن الصعب أن تبدّل في الموقف الأميركي إزاءها.