IMLebanon

المواجهة الرئاسية والسياسية تقف عند عتبة مصلحة العهد

من يراقب التطورات الإقليمية والانعطافات السلبية التي طرأت على أكثر من ملف في المنطقة، من العراق إلى اليمن وسوريا وارتفاع حدة المواجهة بين ايران والسعودية، يمكن أن يستنتج مباشرة خلفية التأزم الداخلي، بحسب مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”.

وأكدت أن “بعض القوى الفاعلة في الداخل توظف أوراقا إقليمية في مجال الضغط على الرئيس المكلف للرضوخ لشروطها خصوصا في ما يتصل بالعقد السنية والمسيحية والدرزية، إلا أن الحريري لا يبدو في هذا الوارد. فالمعارضة السنيّة لن تتمثل، كما تؤكد أوساط بيت الوسط ومواقف الرئيس الحريري نفسه، والتراجع عن تأييد مطالب القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي غير مطروح في قاموسه التشكيلي وما على القوى السياسية إلا أن تكتفي بتقديم مطالبها من دون فرض فيتوات وشروط، ونقطة على السطر”.

وأشارت إلى أن “موقف الحريري منذ أيام في شأن صلاحياته شكل خير تعبير عن هذا الواقع، واعتبر حاجة داخل البيئة السنيّة التي بدأت تشعر بنوع من الاستهداف والتململ جراء محاولات المس بصلاحيات رئاسة الحكومة. ومع أن الحريري يشد حزام الصمت إلى الحد الأقصى متجنبا الرد على ما يثار لا سيما في الإعلام ويفضل التريث لقراءة أعمق في خلفيات ما يحصل، مستندا إلى مبدأ المصلحة الوطنية تتغلب على أي اعتبار آخر، فهو لا يتوانى عن ابلاغ الرسائل إلى من يوصلها، فالظروف التي حتّمت تنازلات في مرحلة معينة تبدلت وحلّت مكانها اخرى تفترض مراعاة بيئته وحساباته السياسية والعربية”.

وأعربت المصادر عن اعتقادها أن “الأمور بلغت حدها الأقصى والمواجهة لا يمكن أن تذهب أبعد من ذلك، لجملة اعتبارات يتقدمها انتفاء أي مصلحة للعهد في صدام مع مثلث الاشتراكي-المستقبل- القوات، خصوصا أن الأخيرين يشكلان ركني سيبة العهد ولهما من الحيثية السياسية والشعبية ما لا يصب في مصلحة فتح مواجهة مفتوحة معهما، إضافة إلى أن “هذا الاستهداف سيمنع تشكيل الحكومة التي باتت مطلبا شبه يومي للخارج، بما يؤدي إلى استنزاف رصيد العهد في الداخل والخارج في آن”.