IMLebanon

اتصالات “الازرق” و”البرتقالي” تكذّب الكلام عن سقوط “التسوية”

فيما يكثر الكلام عن تصدّعات بدأت تظهر في “هيكل” العلاقة التي تربط الرئاستين الاولى والثالثة ورئيسَ التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل والرئيسَ المكلف سعد الحريري، في شكل خاص، على خلفية مجريات التأليف الحكومي، حيث يُقال تارة ان الفتور سببه صراع على “الصلاحيات” بين الموقعين، وأخرى إنه عائد الى امتعاض رئاسي من جنوح الحريري الى تبني وجهة نظر فريق سياسي على حساب آخر، وطورا إن سببه كلام “سلبي” قاله باسيل عن الرئيس الحريري، تلتقي مصادر الطرفين على التأكيد عبر “المركزية” ان لا صحة لما يشاع في هذا الشأن حول “خلاف عمودي بين الجانبين ينذر بسقوط التسوية الرئاسية نهائيا”، مشيرة الى ان هذا الكلام مضخّم ومبالغ فيه، والتسوية باقية.

ومع انها تقرّ بوجود بعض التباينات في قراءة الواقع الحكومي، تشير المصادر الى ان الاتصالات التي تدور بين الطرفين، تدل الى حرص مشترك لديهما على تطويق الخلاف وحصره في إطاره والعمل على حلحلته بما يحقق المصلحة العامة، أي إنجاز الولادة الحكومية بنجاح. الا انها تؤكد أيضا ان ثمة إدراكا لدى الجانبين بأن التسوية التي أبرمت بينهما منذ عامين تقريبا وقادت العماد ميشال عون الى بعبدا والرئيس الحريري الى السراي، لا بديل منها ولا بد من إنعاشها وتدعيمها مجددا.

وفي سياق هذا الحراك “الانقاذي”، يمكن إدراج خلوة الدقائق العشرين التي جمعت أمس الرئيس الحريري والوزير باسيل في مجلس النواب على هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية حيث تم الاتفاق على التواصل مجددا خلال يومين، كما تصب في الخانة نفسها الاجتماعات التي تحصل بين موفدي الرجلين الوزير غطاس خوري والنائب الياس بوصعب. وتدحض هذه الاتصالات، بحسب المصادر، كل ما يتردد عن قطيعة مستقبلية – عونية وعن قرب انتهاء “شهر العسل” بين قطبي التسوية، خاصة وانها يُفترض ان تُتوج بلقاء جديد بين الحريري وباسيل ومن ثم بزيارة يقوم بها الرئيس المكلف الى بعبدا ربما انتجت تركيبة حكومية.

في غضون ذلك، تشير اوساط سياسية مراقبة عبر “المركزية” الى ان ما يُبعِد أكثر نظرية “أفول” التسوية، هو حرص القوات اللبنانية- التي كانت أول من أسّس لها عبر دعمها ترشيح العماد عون للرئاسة- على الفصل ايضا بين الكباش الذي يدور بينها وبين التيار الوطني على “ملعب” التأليف وعلى ملفات يومية حياتية أخرى من جهة، وبين موقفها من العهد ككل، حيث لا تنفك تؤكد ان دعمها له لا لبس فيه وهو دعم وثابت وغير قابل للنقاش.

وليس بعيدا، تتحدث مصادر مستقبلية وقواتية عن مساع حثيثة يقوم بها فريق 8 آذار وإعلامه لتوسيع الهوّة بينهما، وبين الرئيس عون. فهذا الفريق، بحسب المصادر، يحاول اللعب على وتر التباينات الطبيعية التي تحصل لدى كل “استحقاق” سياسي، وتضخيمها وإعطائها أحجاما غير واقعية، كل ذلك لدق اسفين بين أركان التسوية الرئاسية وفرط عقدهم. فالتقارب بين هذا “الثلاثي” يزعجهم، ومحاولة إبعاد الرئيس عون عن الحريري ورئيس القوات سمير جعجع وإعادتُه من موقعه الوسطي الى موقعه في صلب 8 آذار، هو هدفهم.

غير ان المصادر تقول ان المستقبل والقوات واعيان لهذه المخططات، وهما لن يتخليا عن التسوية ولا عن العهد وسيقدمان كل ما يلزم للحفاظ عليهما ودعمهما، ويدركان ان سقوط “التفاهم الرئاسي” سيعني سقوط لبنان واستقراره السياسي ودعمه العربي والغربي والدولي.