كتبت مابيل حبيب في صحيفة “الجمهورية”:
حقق المدرّب اللبناني – الفرنسي، يعقوب ياسين، إنجازاً تاريخياً مع نادي «US Chantilly» الفرنسي. إذ تمكن خلال موسم واحد من الفوز ببطولة الدرجة الخامسة والصعود إلى مصاف أندية الدرجة الرابعة للمرّة الأولى في تاريخ النادي. يعقوب، المدرّب الشاب الذي يبلغ 28 عاماً، يطمح لكتابة مسيرة لامعة في عالم التدريب، وذلك من خلال «التواضع والعمل الجاد»، كما أكد في حديث خاص لـ«الجمهورية».
بدأ يعقوب ياسين مسيرته الكروية كلاعب في «centre de formation» عندما كان يبلغ 13 عاماً. وقد لعب إلى جانب كبار النجوم حالياً أمثال: بيار إيمريك أوباميانغ وبول بوغبا وستيف مانداندا…
إلّا أنّ ياسين فضّل الانتقال إلى عالم التدريب باكراً، وكانت محطته الأولى مع فريق الشباب لنادي «US Chantilly» الفرنسي الذي كان يلعب قبل موسمين في الدرجة الخامسة.
نتيجة مفاجئة
بداية، تحدّث ياسين عن مسيرته في «centre de formation»، وقال: «إنّ هذا النادي هو واحد من أفضل الأندية في فرنسا، ومن حسن حظي أنني تمكنت من التوقيع معه لمدّة 5 سنوات ولعبت في صفوفه في مركز قلب الدفاع من سن الـ 13 ولغاية 19 عاماً. أكملت مسيرتي كلاعب حتى سن الـ 21 عاماً في الدرجتين الثانية والثالثة، وتوقفت بعدها عن اللعب لأنتقل إلى مجال التدريب».
وأضاف: «إنطلاقتي في عالم التدريب بدأت مع نادي شباب «US Chantilly» الذي كان يخوض منافسات الدرجة الخامسة قبل موسمين. بقيت مسؤولاً عن فريق الشباب لمدّة 3 مواسم، حتى طُرد مدرّب الفريق الأوّل بعد نهاية الموسم ما قبل الماضي بسبب سوء النتائج، وتم تعييني مدرّباً للفريق الأوّل».
وأشار ياسين إلى أنه لم يكن يفكر وقتها بالفريق الأوّل لأنه كان يبلغ 27 عاماً ويسعى للتطوّر تدريجاً، «إلّا أنّ النادي أُعجب بطريقة عملي مع الفريق الشاب وأرادني أن أستلم الفريق الأوّل في بداية الموسم الفائت، حيث كان الهدف إعادة الاستقرار واحتلال ترتيب مقبول في الدرجة الخامسة مع نهاية الموسم».
وأردف: «لكنّ النتيجة المفاجئة كانت بخطفنا لقب بطولة الدوري في نهاية المطاف، وصعودنا إلى الدرجة الرابعة للمرّة الأولى في تاريخ النادي».
والجدير ذكره أنّ نادي «US Chantilly» تأسس عام 1902، ولم يصعد إلى مصاف أندية الدرجة الرابعة في تاريخه.
معنويات مرتفعة
ويتميّز ياسين بشخصية هادئة وجدّية ومتواضعة، وقد ساهم هذا الأمر في نجاحه خلال تعامله مع لاعبيه منذ بداية مشواره التدريبي.
ويؤمن ياسين بنقطتين أساسيتين في عمله هما: «التواضع والعمل. فالكلام لا يوصلنا إلى أيّ مكان، بل العمل الجاد هو الذي يحقق لنا أهدافنا على أرضية الميدان».
وتابع: «العمل في الفريق ليس فقط ما نشاهده في الملعب، لكنه مرتبط أيضاً بكل ما يحيط الملعب وبجزئيات الأمور».
وشدّد ياسين على أهمية الإعتماد على العمل الجماعي في الفريق وليس النجم الواحد، ونَوّه في هذا الصدد إلى أنه «صحيح أنّ اللاعب أبيولا باديرو (25 عاماً) مثلاً هو مهم جداً بالنسبة إلى فريقنا كونه الهدّاف الذي سجّل 31 هدفاً خلال الموسم، كما سبق له أن لعب في صفوف وست هام الإنكليزي للشباب، لكنّ العمل الجماعي أهم من النجم… والجميع يجب أن يلعب في خدمة الجميع».
ولفت ياسين إلى أنّ «التحضيرات للموسم الجديد تنطلق اليوم، وسندخل الموسم بمعنويات مرتفعة، لأننا سنلعب ببطولة على مستوى أعلى وأمام فرق أكثر خبرة».
واللافت أنّ «US Chantilly» يخرّج دائماً لاعبين إلى أندية الدرجة الأولى والثانية في فرنسا وأوروبا، أمثال النجم كيفن غاميرو وإبراهيم با، وكان آخرهم المدافع كليمان لانغليه (23 عاماً) الذي وقّع حالياً مع برشلونة قادماً من إشبيلية مقابل 35,9 مليون يورو، وهو خرّيج نادي «US Chantilly» أيضاً.