IMLebanon

إسرائيل تصر على خروج إيراني تام من سوريا

بعد أن ظهرت أولى نتائج قمة هلسنكي الأميركية – الروسية على أرض الجنوب السوري، على شكل فرض انسحابٍ ايراني من المنطقة وحصر القوات المسلحة الموجودة فيها بالجيش النظامي السوري، يبدو ان مسار تطويق الحضور الايراني في سوريا ككل، مستمر على قدم وساق، تحت وطأة اصرار اسرائيلي على إبعاد “الجمهورية الاسلامية” ليس فقط عن حدودها، إنما من جوارها ككل، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”.

ففيما لا تنفك تل أبيب تردد انها ستواجه الوجود الايراني في سوريا، أتت الغارة التي نفّذتها على منطقة “مصياف” جنوب غرب مدينة حماة في وسط سوريا- والتي قيل انها استهدفت مواقع عسكرية يستخدمها “حزب الله” والعناصر الإيرانيون – لتقرن مرة جديدة قولها بالفعل، ولتؤكد عزيمتها الجدية على منع طهران من تثبيت أرجلها في سوريا.

لكن المؤشر الابرز الى تبدّل لا بد انه سيطرأ على الواقع الايراني في سوريا، تمثّل، بحسب المصادر، بإعلان الخارجية الروسية ان وزيرها سيرغي لافروف غادر البلاد في مهمة سياسية دبلوماسية عاجلة. واذ أشارت وكالة تاس الى ان لافروف ورئيس الاركان العامة الروسية سيلتقيان، بتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، أوضح الاخير أن المسؤولين الروسيين سيصلان الى اسرائيل في وقت لاحق اليوم لإجراء محادثات حول الشأن السوري، مشيرا في بداية اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي الى ان “الرئيس بوتين طلب مني هذا الاجتماع خلال محادثة معي قبل بضعة ايام”.

وفي حين توضح ان مستجدات الجنوب لا بد ان تكون الطبق الرئيس في المباحثات المنتظرة، حيث سيعرض الجانبان لكيفية تثبيت الامن في هذه المنطقة، وسط اتفاق روسي – اسرائيلي على ضرورة احياء قواعد فك الاشتباك في الجولان التي أدخلت حيز التنفيذ عام 1974، تشير المصادر الى ان الولايات المتحدة حاضرة ايضا في صلب الجهود الدولية المبذولة لحماية اسرائيل وهي قد تكون الناشط الابرز على هذا الخط.

وفي السياق، تكشف المصادر ان مشروع مستشار الامن القومي الاميركي للرئيس دونالد ترامب الذي عين أخيرا جون بولتون، للشرق الاوسط، يكاد يُختصر بعنوان حماية امن اسرائيل، حتى ولو تطلب ذلك تطبيعا مع نظام الرئيس بشار الاسد. ويبدو ان الادارة الاميركية قررت غض النظر عن مسألة بقائه في الحكم مقابل لعبه دور “شرطي الحدود” مع اسرائيل.

في الموازاة، تتحدث المصادر عن لقاءات امنية تعقد بعيدا من الاضواء في باريس والاردن، تبحث في كيفية تعزيز مناخات التهدئة في الشرق الاوسط، بما يساعد في تفعيل مسار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لاحقا. وتقتضي هذه التهدئة، العمل لوقف التصعيد والمواجهات الامنية وحتى العسكرية في الجولان وايضا في جنوب لبنان، وصولا الى غزة. وقد تتطلب أيضا اتصالات بين قيادات موسكو وطهران وأنقره، قد تنشط قريبا، لترتيب اجتماع جديد لأركان “أستانة”، بالتزامن مع جهود دولية لتفعيل اجتماعات جنيف.

وتركز هذه المشاورات، بحسب المصادر، على خطين: أولهما محاربة التنظيمات المتطرفة المتمثلة بداعش واخواتها وثانيها: تطويق التمدد الايراني في المنطقة ومحاصرته وقطع الطريق على اي مخططات لوصول نفوذ طهران الى المتوسط وإبقاء الساحل السوري تحت حماية روسيا عبر قاعدة طرطوس.