IMLebanon

السويداء تشيع أبناءها والأهالي يطردون ممثلي “النظام”

طرد أهالي مدينة السويداء وفدًا رسميًا تابعًا لنظام بشار الأسد، على رأسهم محافظ المدينة عامر العشي، أثناء تشييع القتلى الذين سقطوا خلال هجمات تنظيم “داعش” على قرى ريف السويداء الشرقي يوم الأربعاء.

وذكرت شبكة “السويداء 24” الإخبارية يوم أن المشاركين في التشييع عبّروا عن انزعاجهم من مشاركة الوفد، واعتبروه مسؤولًا عن مقتل العشرات من أبناء المحافظة.

وأشارت الشبكة إلى أن “الأهالي اتهموا علنًا العشي وقائد الشرطة بالتقصير في حماية الأهالي والتورط في استقدام عناصر “داعش” ووضعهم على الحدود الإدارية في ريف السويداء الشرقي”.

ولفت المصدر إلى أن الوفد تعرض لشتائم وإهانات لفظية من قبل الأهالي المشاركة في التشييع.

وفي سياق متصل، أوضحت مصادر دبلوماسية، عبر “وكالة الأنباء المركزية”، أن “الدروز اختاروا الوقوف على الحياد في الحرب السورية ولم يأخذوا موقفًا حاسمًا لا إلى جانب النظام ولا مع الفصائل المعارضة، غير أن دمشق لم ترتح لخيار هؤلاء، وقد روّجت طوال الفترة الماضية لكون الدروز حاضنين للإرهاب وتحديدا لـ”جبهة النصرة” في سوريا”.

واعتبرت المصادر أنه “من غير المستبعد أن يكون النظام قرر اليوم ضرب عصفورين بحجر واحد. فحاول عشية اجتماعات أستانة المرتقبة خلال أسابيع القيام بـ”قبة باط” لـ”داعش”، فيوجّه ضربة “انتقامية” إلى الدروز بعد موقفهم الحيادي من جهة، ويرسل رسالة إلى المجتمع الدولي من جهة ثانية، يقول فيها إنه لا يزال يملك أوراق قوة كثيرة في سوريا يمكن أن يستخدمها، وأنه أيضًا شريك في عملية مكافحة الإرهاب في البلاد، بدليل أنه يواجه “داعش” ويخوض معارك ضده في هذه المنطقة”.

غير أن المصادر توقعت أن ترتد تطورات السويداء سلبًا على النظام، فـ”إذا كانت قمة هلسنكي أنتجت توافقًا على بقاء الأسد في موقعه، إلا لأن ذلك أتى بعد تحديد شروط واضحة تقول ببقائه ولكن وفق معايير أميركية – روسية”.

وأشارت المصادر إلى أن “الصمت الدولي إزاء ما جرى، حيث لم يصدر بعد أي موقف واضح من موسكو أو واشنطن أو سواهما عن مجازر الغوطة يوحي بأن ثمة قراءة متأنية لما حصل تجري الآن في عواصم القرار”، مرجّحةً أن “لا تمرّ المجزرة مرور الكرام، وأن يدفع النظام ثمنها بشكل أو بآخر، وأن يصار في أعقابها إلى تذكيره بأن الاتفاق الأميركي – الروسي لا يعطيه ضوءًا أخضر أو يطلق يده مجددًا في سوريا”.