IMLebanon

جولة “أستانة 10” تنطلق ومصير إدلب يفرض نفسه على المباحثات

انطلقت اليوم في منتجع سوتشي الروسي الجولة العاشرة من محادثات أستانا، بمشاركة وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري ووفود المعارضة، والدول الضامنة اي روسيا وتركيا وايران، اضافة الى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. واذ اشارت وكالة “سانا” السورية الى أن من المقرر عقد لقاءات بين وفود كل من الرعاة الثلاث والوفود الاخرى، أوضحت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن الجلسات بدأت بـ”مشاورات ثنائية مغلقة”. وستستمر المباحثات على مدى يومين، حيث من المتوقع أن يشهد اليوم الأول جلسات بعيدا من الأضواء، فيما يشهد اليوم الثاني جلسة عامة يتلى فيها البيان الختامي للمحادثات.

وإذا كانت روسيا تصر على ان تركز هذه الجولة من المفاوضات على المستجدات الميدانية في سوريا، وفي شكل خاص في الجنوب إضافة إلى بحث الوضع الإنساني في البلاد، بما في ذلك ملف النازحين وعودتهم ومسألة المعتقلين، فإن مستقبل محافظة “إدلب” في الشمال سيفرض نفسه بقوة على طاولة البحث، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”.

ففي وقت خرج مقاتلو الفصائل المعارضة وذووهم تباعا، في الاشهر الماضية، من الغوطة الشرقية ومن درعا ومناطق الجنوب السوري الى إدلب، المتاخمة للحدود مع تركيا، بموجب اتفاقات رعتها روسيا، يكبر القلق من تحضير النظام السوري لشن هجوم على الشمال للاجهاز على هؤلاء بعد ان باتوا محصورين في رقعة واحدة. اذ أفيد ان الجيش السوري بدأ خلال اليومين الماضيين إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهة ريف إدلب الجنوب الشرقي وتحديدا إلى محور بلدة أبو الظهور بالتوازي مع إرساله تعزيزات عسكرية إلى محور ريف حماة الشمالي تحضيرا لبدء معركة إدلب.

أمام هذا الواقع، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين “مواجهة أي هجوم محتمل على المدينة” الخاضعة لاتفاق “خفض التصعيد”.

وبحسب المصادر، فإن أنقرة تطلب من روسيا التدخل لدى حليفها النظام السوري لمنعه من توتير الوضع على حدودها. وفي شكل أوضح، تضيف المصادر، تريد تركيا من بوتين التوصل الى اتفاق- على غرار ذاك الذي توصلت اليه موسكو في الجنوب السوري مع تل ابيب ودمشق- يضمن لها أمنها القومي ويمنع أي وجود ايراني او نظامي “استفزازي” في هذه المنطقة. وهي تطرح في السياق، إبقاء ادلب تحت سيطرة “جيش” بإشراف تركي يُدمج مستقبلا مع الجيش السوري مع بدء الانتقال السياسي.

وفي وقت تشير الى ان أنقرة تنتظر ما ستفضي اليه مباحثات أستانة في هذا الخصوص، لا تستبعد المصادر ان تصعّد تركيا موقفها وربما قلبت الطاولة وانسحبت من المنصة التي تديرها موسكو، إن لمست ان لا تجاوب مع مطلبها هذا.

غير ان المصادر تقول ان ثمة اعتبارات كثيرة قد تدفع بتركيا الى التروي ودرس خطواتها جيدا، منها ان علاقاتها مع واشنطن ليست على ما يرام، وأن “قوات سوريا الديموقراطية” الكردية، باتت أقرب الى دمشق وقد توصلت الى شبه اتفاق معها منذ يومين، حول الحصول على إدارة ذاتية مستقبلا، وهو ما يقض مضجع أنقرة التي ترفض وجود كيان كردي على حدودها… فهل هي قادرة على مواجهة التطورات المقبلة الى الشمال، أكان في إدلب او على الصعيد الكردي، وحيدة ودونما سند اقليمي او دولي؟