IMLebanon

“التيار”: الحريري يحاول اغراقنا في “مغطس”!

في وقت كان الجميع يترقب لقاء كان من المفترض أن يجمع الرئيس المكلف سعد الحريري برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ذهب الأخير بعيدا في تحريك المياه الحكومية الراكدة، ملمحا إلى احتمال قيام حكومة أكثرية، ومعلنا، أن تكتل لبنان القوي من المفترض أن يحتفظ بوزارتي الخارجية والطاقة. وإذا كان هذا الموقف المتقدم لباسيل دليلا واضحا إلى امتعاض التيار من المماطلة التي تعتري التشكيل، فإن هذا لا ينفي أن العونيين مصرون على رمي الكرة في ملعب الحريري أولا، بدليل إنتظارهم “معطيات جديدة” تقود باسيل إلى اجتماع مع الرئيس المكلف.

وفي تعليق على التصعيد الكلامي من جانب باسيل، أوضحت أوساط نيابية عونية لـ “المركزية” أن “تماما كما الرئيس الحريري، نحن نريد ونصر على أن تكون الحكومة العتيدة حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع، ولكن إلى أي مدى نستطيع الصبر والانتظار؟، خصوصا أن الأمور بدأت تأخذ وقتا غير مقبول مطبوع بالمماطلة. لذلك لا نستطيع الاستمرار في السير بمطالب غير منطقية. وهذه الصفة تنطبق على كتلة من 15 نائبا تريد خمسة وزراء في الفريق الوزاري (في إشارة واضحة إلى كتلة القوات اللبنانية) وعلى المطالبين باحتكار الحصة الدرزية الثلاثية في توليفة ثلاثينية (في إشارة إلى النائب السابق وليد جنبلاط)، ولا أحد يقيم وزنا لأهمية تقديم التنازلات كما فعل التيار في مرحلة سابقة”.

وفي رد على الاتهامات الموجهة الى رئيس التيار بعرقلة مسار القطار الحكومي، أكدت الأوساط “أننا  ننتظر الرئيس المكلف ليشكل حكومته، غير أنه يحاول إغراقنا في “مغطس” لا يعنينا لأنه يحاول إرضاء الآخرين (القوات والاشتراكي). فإذا كان يستطيع ذلك فليكن، ونحن لا نتدخل في عملية التأليف إلا عندما ينطلق البحث الجدي في الحقائب الوزارية وإسقاط الأسماء عليها. تبعا لذلك، نحن نتوقع من الرئيس المكلف أن يبادر إلى اتخاذ قرار ما في لحظة معينة، علما أن الأمور لا تستطيع أن تبقى على هذه الحال من الجمود إلى ما شاء الله”.

وأمام تعاظم العقد وتمترس الجميع خلف مواقفهم المعروفة، كشفت الأوساط نفسها أن حكومة الـ 24 هي أحد الطروحات التي قدمها الحريري إلى الرئيس عون في لقائهما الأخير ونحن لا نرى مشكلة في هذه الصيغة إذا كانت تحل إشكاليات الحصص وتوزيعها، علما أن رئيس الجمهورية يسهل المهمة على الرئيس المكلف إلى أقصى حدود. غير أن هذا لا ينفي أن الأمور سلبية لأنهم جعلونا نيأس، بدليل أن المشهد يشي بأن مسار التأليف متوقف على القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، في غياب الحس بالمسؤولية أمام الأخطار التي تواجهها البلاد، مشددة على أن “ليس علينا أن نقدم تنازلات لأحد. وعلى الجميع أن يفهموا أننا كتلة من 30 نائبا، هي الأكبر، ويجب أن يؤخذ هذا الواقع في الاعتبار. نحن نذكرهم بأن هذا عهد العماد ميشال عون، لا عهد الدكتور سمير جعجع ولا عهد الحزب التقدمي الاشتراكي”، مشيرة إلى “أننا نريد وزارتي الطاقة والخارجية لأننا لم ننفذ مشاريعنا فيهما بعد”.