IMLebanon

دور المصارف المركزية في الحرب التجارية

كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:

لم تعد تحرّكات أسعار العملات مقابل الدولار حرّة بل تخضع لقرارات البنوك المركزية التي تتدخّل في الأسواق تخفيضاً للعملة بهدف الحدّ من أضرار الحرب التجارية على اقتصادها.

زادت تدخلات البنوك المركزية فى اسواق العملات بعد انطلاق الحرب التجارية، وعادة ما تضطر البنوك للتدخل بيعاً لعملاتها حتى لا ترتفع قيمة العملة ما يؤدّي الى انخفاض حجم الصادرات وبالتالي هروب المستثمرين من أسواقهم. فقد كانت العملات قبل الحرب التجارية تتحرّك بتلقائية وتتأثر بسرعة مع الأخبار الاقتصادية وتقارير البنوك. أما بعد انطلاق الحرب فلا تداعيات للاخبار المؤثرة تقليدياً ولا تتحرّك الاسعار إلّا بضع نقاط وتعود مرة اخرى عكس الاخبار ما يُظهر التدخّل الواضح والصريح من البنوك حتى لا تنطلق العملة وترتفع.

وهذا ما لا تفضّله البنوك المركزية. ويلاحظ أخيراً انّ الكثير من محافظي البنوك المركزية يستخدمون عبارة “لا نفضّل ارتفاع العملة”. وكذلك قال ترامب أيضاً وبصراحة إنه لا يفضل ارتفاع الدولار وكان لدراغي محافظ البنك المركزي الأوروبي التعليق نفسه وكدلك اليابان. لذلك أصبحت تحرّكات العملات غير متحرّرة في الأسواق، بل إنها خاضعة لتدخّلات البنوك المركزية.

وعليه هناك تحكّم بالأسواق في الوقت الراهن. يبقى المتضرّر هو المضارب بالاسواق. و لم يعد لخبر تحديد اسعار الفائدة الاميركية أيّ تأثير واضح و نهائي في تحرّكات أسعار صرف الدولار. ويلاحظ ما يحدث في الأسواق من تناقضات بين ما يُقال من إيجابيات وما يحدث للدولار. فيسجّل ارتفاع ليعود ويرتدّ للانخفاض مرة اخرى. كذلك الامر بالنسبة لتحديد اسعار الفائدة على الإسترليني. وكما هو متوقع لدى المحلّلين من ارتفاع للفائدة البريطانية ربع نقطة. إلّا أنّ بنك انكلترا سوف يحرص على عدم هروب المستثمرين من السوق البريطاني. وسوف يسعى لطمأنة المستهلكين والشركات بأنّ أيَّ تشديد إضافي للسياسات النقدية سيكون متواضعاً وتدريجاً.

ومن المفترض أن يؤدّي ارتفاع سعر الفائدة اليوم الخميس إلى الحدّ من نسبة التضخّم في الأجور، وتعزيز الجنيه الإسترليني ومصداقية البنك دون الإضرار بالنموّ. ومع ذلك تبقى الحقيقة أنّ هذا غير مناسب ومحفوف بالمخاطر، ولن يكون إلّا زيادة الضغوط المالية على الموازنات المثقلة بالديون.

وإن حدث مثل ما هو متوقّع و قرّر رفع الفائدة فمن المتوقع أن يرتفع الجنيه الاسترليني ثم يعود سريعاً للهبوط مرة اخرى وكل ذلك بسبب تدخّل البنوك المركزية بالسوق، ما سيضرّ بالمضاربين الصغار. ما يستدعي التزام الحذر عند الاتّجاه لشراء اليورو والاسترليني والعملات الاخرى مقابل الدولار الاميركي. وهناك دولة اخرى تلمّح بالخروج من اليورو وهي إيطاليا. وهذا ما يُنذر بتفكّك مجموعة اليورو ويُضعف بالتالي سعر صرف اليورو مقابل الدولار.

وتراجع الجنيه الاسترليني امس عن مستوى 1.31 دولار مع تعافي العملة الأميركية وبينما يستعدّ المستثمرون لاجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك انكلترا المركزي هذا الأسبوع، الذي تعتقد السوق الآن أنه توجد فرصة بنسبة 90 تقريباً لزيادة قدرها 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة البريطانية.

أسواق العملات

ارتفع الدولار مقابل اليوان الصيني وعملات أخرى امس الأربعاء بعدما قال مصدر مطّلع إنّ البيت الأبيض بصدد اقتراح رسوم جمركية أعلى على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار.

جاء ذلك في الوقت الذي ظهر فيه مسح نموّ المصانع الصينية أبطأ وتيرة في ثمانية أشهر في تموز بينما انخفضت طلبيات التصدير مجدّداً.

وارتفع الدولار 0.4 بالمئة إلى 6.8306 يوان بعد تقارير ذكرت أنّ الرئيس دونالد ترامب سيقترح فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة بدلاً من عشرة بالمئة.

هبطت بتكوين أكثر من 5 بالمئة أثناء التعاملات امس إلى أدنى مستوى في أسبوع مع مواصلة المستثمرين تقليص حيازاتهم من العملات الرقمية.

بورصة بيروت

جرى امس تداول 166570 سهماً في اليورصة المحلية قيمتها 1.23 مليون دولار مع غلبة الاتّجاه الانخفاضي لأسعار الأسهم المتداوَلة. وذلك من خلال 24 عملية بيع وشراء لستة انواع من الاسهم. ارتفع سهمان وتراجعت اربعة اسهم. وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.19% الى 10.325 مليارات دولار. أما أنشط الاسهم فكانت على التوالي:

1) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي تراجعت 0.95% الى 7.25 دولارات مع تبادل 134446 سهماً.

2) اسهم بنك بلوم التي تراجعت

0.49 % الى 10.10 دولارات مع تبادل 11070 سهماً.

3) شهادات بنك عودة التي نراجعت 2.44% الى 5.18 دولارات مع تبادل 10000 سهم.

4) شهادات بنك بلوم التي زادت 0.78 % الى 10.28 دولارات مع تبادل 5464 سهماً.

5) اسهم بنك عودة التي زادت 0.59% الى 5.11 دولارات مع تبادل 3000 سهم.

الأسهم العالمية

استقرّت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة امس الأربعاء وسط مجموعة جديدة من نتائج أرباح الشركات بدّدت أثرَ مؤشرات متفاوتة بشأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

ولم يشهد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي تغيّراً يُذكر، بينما زاد المؤشر داكس الألماني 0.1% وكاك 40 الفرنسي %0.3 وكان القطاع المالي الأوروبي من القطاعات القليلة الرابحة بعدما أعلن بنك بي.إن.بي باريبا الفرنسي نتائج أفضل من المتوقع لأرباح الربع الثاني من العام وارتفع سهمه %0.6

زاد المؤشر نيكي في بورصة طوكيو للأوراق المالية، ولامس أعلى مستوى في 12 يوماً، بدعم أرباح قوية لشركات كبرى مثل “سوني” و”شارب” وانخفاض الين لأدنى مستوى في نحو أسبوعين مقابل الدولار. وارتفع المؤشر نيكي القياسي 0.86% ليغلق عند 22746.70 نقطة، بعد أن لامس مستوى 22775.47 نقطة وهو أعلى مستوياته منذ 20 تموز. وواصل الدولار ارتفاعه وزاد فوق مستوى 112 يناً للمرة الأولى منذ 20 تموز، إذ صعد من المستوى المنخفض البالغ 110.75 بعد أن أجرى بنك اليابان المركزي تعديلات على سياسته النقدية يوم الثلثاء لكنه تمسّك بإطار سياسة نقدية ميسّرة.

الذهب

تراجعت أسعار الذهب امس بفعل ارتفاع الدولار الأميركي قبيل إعلان بيان اجتماع مجلس البنك المركزي الأميركي بشأن السياسة النقدية المُقرّر في وقت لاحق. وصعد الدولار الأميركي المُستخدم في تسعير المعدن الأصفر مقابل اليوان وعملات أخرى بعدما قال مصدر مطّلع على خطط إدارة ترامب إنّ البيت الأبيض بصدد إعلان فرض رسوم جمركية أعلى على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار.

وزاد هذا النبأ المخاوف من تصاعد حرب الرسوم التجارية بين الصين والولايات المتحدة ودفع الأسهم الآسيوية للتراجع في ظلّ بيانات ضعيفة في المنطقة. وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 %

النفط

هبطت أسعار النفط امس الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات للصناعة أنّ المخزونات الأميركية من الخام ارتفعت على نحو غير متوقع، لتبدأ الشهر الجديد على تراجع بعد تكبّدها أكبر خسارة شهرية في عامين في تموز. وانخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أكتوبر تشرين الأول 30 سنتاً، أو 0.4 بالمئة إلى 73.91 دولاراً للبرميل، لتزيد خسائر بلغت 1.8 في المئة في الجلسة السابقة..

وهبطت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 37 سنتاً، أو 0.5 في المئة إلى 68.39 دولاراً للبرميل، بعد نزولها نحو اثنين بالمئة الثلثاء.

وهوى برنت أكثر من ستة بالمئة في تموز، بينما هبطت عقود الخام الأميركي حوالى سبعة بالمئة، وهو أكبر انخفاض شهري للخامين القياسيين منذ تموز 2016.

وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي زيادة قدرها 5.6 ملايين برميل في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في حين توقّع استطلاع لرويترز أن تنخفض 2.8 مليون برميل.

وكانت أوبك تعهّدت بتعويض تعطّل الإمدادات من إيران، ثالث أكبر منتج في المنظمة. ووصل إنتاج أوبك في تموز إلى أعلى مستوى للعام 2018.