IMLebanon

التشكيل تحت مجهر “التيار”: “الأكثرية” مجرد طرح

بعد مرور أكثر من شهرين على استشارات التكليف الملزمة في قصر بعبدا، يمكن القول إن الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال “متريثا” في كسح الألغام الحائلة دون ولادة حكومته العتيدة التي طال انتظارها. في المقابل، دخل “التيار الوطني الحر” بقوة على خط التشكيل، من خلال مواقف اعتبرت محاولة جدية للانطلاق فعلا في رحلة فرض الشروط الحكومية، قبل الغوص في مستنقع إسقاط الأسماء على الحقائب.

ففيما كانت الأنظار الحكومية تتجه إلى لقاء بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، في محاولة لحلحلة العقد التي لا تزال تعوق ولادة التشكيل، رفع باسيل سقفه التفاوضي ملمحا إلى حكومة أكثرية بقوله، في احتفال أقيم في اليمونة، إن “بعض الدافعين في اتجاه خيارات عشوائية يريدون حكومة أكثرية، لا حكومة وحدة وطنية”. موقف لم يتأخر رئيس الجمهورية ميشال عون في التعقيب عليه من خلال الكلام الذي نسب إليه عن “الدعوة إلى تأليف حكومة أكثرية، إن استمرت العقد التي تعيق مسار التشكيل”، وهو ما لم يتأخر الحريري في الرد عليه بتأكيد التمسك بتأليف حكومة وحدة وطنية.

كل هذا قبل أن يعود رئيس الجمهورية نفسه ويغتنم فرصة الكلمة التي ألقاها في احتفال العيد الـ73 للجيش ليؤكد تمسكه بحكومة وحدة وطنية، من دون أن يفوته توجيه الرسائل السياسية إلى رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وتيار “المستقبل”، لجهة رفض احتكار التمثيل الطائفي. وهو موقف يمكن اعتباره إشارة إلى تمسك بعبدا، ومعها بطبيعة الحال “التيار الوطني الحر”، بإشراك رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” طلال أرسلان في التوليفة الحكومية العتيدة، كما بضرورة إدخال ممثل للنواب السنة غير الدائرين في الفلك الأزرق إلى الفريق الوزاري المنتظر.

وإذا كانت سلسلة المواقف هذه من جانب عون وباسيل اعتبرت، في أوساط بعض المراقبين، تراجعا في المواقف، بعد رفع سقوف لا يصب في خانة دفع عجلات التأليف قدما، فإن مصادر مطلعة اعتبرت عبر “المركزية” أن الرئيس عون لم يبدل موقفه، بل عرض للخيارات البديلة، في حال استمرار المراوحة الحكومية على حالها.

بدورها، أكدت أوساط عونية لـ”المركزية” أن طرح حكومة الأكثرية “فكرة تطرح بالمطلق، إلا أن أنها لا تعكس تطلعاتنا ولا أفكارنا، ولا هدفنا الذي يكمن في تأليف حكومة وحدة يلتئم الشمل السياسي تحت سقفها”، معتبرة أن كلام الرئيس الحريري في هذا الشأن “منطقي جدا”.

غير أن تأييد كلام الرئيس المكلف لا يعني التخلي عن المطالب العونية التي باتت معروفة، وهو ما أشار إليه عضو تكتل لبنان القوي النائب إدغار طرابلسي الذي دعا إلى “احترام الثنائية الدرزية”، معطوفا على السجال العوني – الاشتراكي الذي تشهده الحلبات “التويترية” في الأيام الأخيرة.