IMLebanon

لقاء أرسلان وباسيل رسالة إلى الداخل والخارج: رفض للفيتو الدرزي

الكباش حول التمثيل الدرزي في الحكومة يراوح مكانه بين التيار الجنبلاطي الذي يمثله رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط والتيار اليزبكي بزعامة رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان. ففي حين أكد جنبلاط، في العشاء الذي أقيم في دارته بحضوره إلى جانب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والوزير مروان حمادة وشخصيات، أنه “ليس في وارد التراجع عن حصته الدرزية الثلاثية في الحكومة على الإطلاق”، أطل أرسلان من قصر بسترس بعد لقائه وزير الخارجية جبران باسيل ليعلن أن “ما يسمى العقدة الدرزية في تأليف الحكومة ليست عنده ولا لدى “تكتل لبنان القوي”، بل لدى من يحاول احتكار الطائفة الدرزية ووضعها في جيبه”.

لماذا توقيت الزيارة الآن بالذات؟ وما هي خلفياتها وأبعادها؟

تؤكد مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” أن للقاء أرسلان – باسيل أكثر من بعد، خصوصا أنه حصل بعد اجتماعات النائبين تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور الأسبوع الماضي في روسيا والتي تلاها الموقف الروسي الداعم لحماية السويداء بعد المجزرة الأليمة التي أودت بحياة أكثر من 250 مدنيا وسميت بليلة “الأربعاء الأسود”. كما جاء في إطار التنسيق والتعاون بين الطرفين وتوجيه رسالة إلى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ووليد جنبلاط نفسه مفادها أن “التيار الوطني الحر” متمسك بتوزير أرسلان، مهما كان الثمن وليس مستعدا للتنازل عن هذا التوزير تحت أي ظرف. فـ”التيار”، وفق المصادر، متخوف من الموقف الروسي الداعم لجنبلاط في السويداء وإمكان تحوله إلى دعم داخلي أيضا واعتباره مثابة ورقة سياسية في يده، ما يعزّز مطالبته بثلاثة وزراء، بخاصة أنه تلا الموقف الروسي اجتماع مساء الأحد جمع كلا من أبو فاعور ووزير الإعلام ووزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري، ما يمكن اعتباره بمثابة مباركة روسية لهذا الخط.

شعر طلال أرسلان، بحسب ما تؤكد المصادر، أنه همش محليا ودوليا، فعمد إلى زيارة باسيل لتعزيز موقعه على الساحة السياسية على رغم أن كل المعطيات أكدت أن البحث “الاشتراكي” في روسيا اقتصر على السويداء، وتخوف من أن يترجم الدعم في الداخل على أبواب التشكيلة الحكومية وكأنه للحريري خاصة أنه سبق المحطة في روسيا زيارة لأبو فاعور إلى السعودية وكأن هناك تنسيقا سعوديا روسيا في هذا الإطار.

من هذا المنطلق، ترى المصادر أن “الحزب الاشتراكي” اعتبر أن ما تقدّم يقف خلف مسارعة النظام السوري في تبييض صفحته باتخاذ خطوات لإبعاد “داعش” عن السويداء، في وقت كثر الحديث عن دخول قوات روسية لضبط الوضع ميدانيا. أما أرسلان، فقرأ في ما جرى رسالة من الخارج للوقوف على خاطر وليد جنبلاط في المرحلة الراهنة.

والمقصود من الزيارة، بحسب المصادر، أن يوجّه باسيل رسالة إلى الداخل، تحديدا إلى الحريري، لتحميله مسؤولية العرقلة وتأكيد رفض الفيتو الدرزي الذي نفاه جنبلاط ووصفه بالسخيف، وللخارج وخاصة العربي، بأن “التيار الوطني الحر” يملك من القدرة والموقف السياسي ما يمكنه من صدّ أي تدخل في التشكيلة الحكومية، من أي جهة أتى، إن عبر أفرقاء الداخل أو من هم خلف البحار.