IMLebanon

عون يَمون على باسيل عندما يَمون على الآخرين!

رفضت مصادر مقربة من القصر الرئاسي اللبناني الحديث عن تركيز رئيس الجمهورية ميشال عون على مسؤولية الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، معتبرة أن «البعض حاول الإيحاء كأن رئيس الجمهورية يتعدى على صلاحيات الرئيس الحريري في عملية التشكيل».

ورفضت المصادر الكلام عن «اهتزاز في العلاقة بين الرئيس عون والحريري، وما يحصل كأي اختلاف حول بعض النقاط، وهذا لا يلغي التسوية الرئاسية».

وقالت: «كان لا بد من توضيح من الرئيس عون في أكثر من مناسبة أن هذا الأمر غير صحيح وأن من يشكل الحكومة هو الرئيس المكلف لكن بالإشتراك مع رئيس الجمهورية كما يقول الدستور. والدليل عندما زار وزير الإعلام ملحم الرياشي الرئيس عون وطلب منه حصول القوات على حقيبة سيادية أجابه بأنه يجب التكلم مع رئيس الحكومة لأنه المسؤول عن تشكيلها وهذا تأكيد لصلاحياته، في وجه من يقول أنه تتم مصادرة صلاحيات الحريري».

وتوقفت المصادر عند «تصريحات تصدر عن مسؤولين بعد زيارتهم المفتي عبد اللطيف دريان عن وجوب عدم المس بصلاحيات الرئيس المكلف». وسألت: «من اقترب من صلاحيات الحريري؟».

وقالت إن «هناك الكثير من العقد أمام تشكيل الحكومة، لكن الرئيس عون وضع 4 ضوابط ومعايير يمكن تشكيل الحكومة إذا التزمها المعنيون، وهي: حكومة وفاق وطني، عدالة التمثيل ونسبيته تبعاً للانتخابات النيابية، عدم تهميش أي طائفة أو مكون، وعدم استئثار مكون بطائفته، إضافة إلى معيار أن لكل 4 نواب وزيراً». وأضافت: «فلتطبّق هذه المعادلة على الجميع سواء كانت الحكومة 30 أم 24 وستحل المشكلة بـ5 دقائق إذا كانت هناك رغبة في بذلك، وإذا كان السبب هو الحصص ولم تكن هناك أسباب أخرى. فليأت الرئيس المكلف بهذه المعايير والمواصفات الصحيحة وستتشكل الحكومة».

وحول دعوة عون الحريري إلى الاجتماع مع الوزير جبران باسيل لحسم الأمور، لفتت مصادر الرئاسة «الحياة» إلى أن «ما يقصده هو وجوب لقائه رئيس التيار الحر وتكتل لبنان القوي كما يجتمع مع بقية رؤساء الكتل. فلماذا يجتمع مع كل رؤساء الكتل ولا يجتمع مع باسيل؟ فليعطنا سبباً مقنعاً، هل يرفض وجهة نظر باسيل؟». وقالت: «إذا اتصل الحريري بباسيل ودعاه هل سيرفض الأخير الدعوة؟ بالتأكيد لا».

وشددت المصادر المقربة من قصر الرئاسة على أن «الرئيس عون لا يمكن أن يتخذ قراراً باسم تكتل لبنان القوي أو التيار الحر لانه لا يمون على غيره من الكتل، وعندما يمون على غيره من الكتل يمون عليه، لكن الغير لا يرد عليه».

وأكدت مصادر متابعة لجهود عون في شأن الحكومة لـ «الحياة» أن عون استطاع حل العقدة المسيحية، في لقائه الرياشي حيث أعطى «القوات» 4 وزراء، لافتة إلى أن «جعجع لا يريد لقاء باسيل بعد قوله إنه ليس لدي شيء أقوله له وكلامنا سيكون مع رئيس الجمهورية. وإذا أردنا اعتماد أن لكل 4 نواب وزيراً، القوات لديهم 15 نائباً ويحصلون على 3 وزراء فقط».

وقالت: «عندما يأتي الحريري بصيغة، ويرفضها الرئيس عون عندها يمكن القول إن عون هو المسؤول عن التعطيل أو الرفض. فالحريري لم يأت بعد بصيغة ليقبل بها أو يرفضها».

وعن أسباب خارجية وراء عدم تشكيل الحكومة، أجابت مصادر متابعة للاتصالات لحلحلة عقد التأليف أن «هذه الأسباب لا تظهر للعلن بسرعة وليست حسية، لكن هناك مؤشرات يترجمها قادة فور عودتهم من الخارج عبر إطلاق حملات على الرئيس عون وتكتل لبنان القوي». وسألت: «بمن يستقوون؟ في الداخل لا يستطيع أحد أن يعطي قوّة، لذلك نرى أن هناك مشكلة». وقالت: «هناك شعور وانطباعات وأجواء وإشارات تنقل عبر طرق ديبلوماسية». والسبب تقول المصادر المتابعة لـ «الحياة» أن «الجهات الخارجية لا تريد حكومة يتمثل فيها «حزب الله»، بينما «حزب الله يتمثل في الحكومة منذ 2005، فما المشكلة اليوم؟»