IMLebanon

مستشار الحريري: روسيا متمسكة بمبادرتها لإعادة النازحين

صحيح أن المبادرة الروسية لعودة النازحين وضعت على السكة، إلا أن محركاتها لم تنطلق بعد نظرا لمطبات عديدة تعرقل طريقها، تبدأ بالضمانات المطالبة الدولة السورية بتأمينها للنازحين المعارضين، وصولا إلى التفاوت بين الأميركيين والروس في النظرة إلى الحل النهائي الذي يشكل محور الصراع السياسي الدائر اليوم في سوريا بعد هدوء صوت المدافع. موقف واشنطن الذي أعلنه وزير خارجيتها مايك بومبيو، بعد لقائه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا​، بأنّه “يجب على جميع الجهات المضي قدمًا بالمسار السياسي، وأنّ أي نقاش حول مسألة إعادة البناء سابق لأوانه في ظلّ غياب الحل السياسي”، يكشف إصرار  واشنطن على ربط ملف عودة النازحين بالحل السياسي، ما يفرمل المبادرة الروسية التي تتطلب تمويلا وتعاونا دوليا. هذه المعوقات استدعت تحركا لبنانيا، تجلى بلقاء مستشار الرئيس المكلّف سعد الحريري جورج شعبان مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، على أن تستكمل بزيارة لوزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الأحد إلى موسكو.

مستشار الرئيس الحريري لشؤون النازحين نديم المنلا أشار، عبر “المركزية”، إلى أن “روسيا متمسكة بمبادرتها، وتقوم بعملية مسح للأضرار في الداخل السوري تمهيدا للعودة، إلا أن عودة النازحين بأعداد كبيرة لن تتأمن ما لم يتوفر التمويل الدولي والضمانات الأمنية، ولقاء شعبان مع بوغدانوف بحث هاتين المسألتين”، مضيفا أن “بوغدانوف كشف أن، بعد تبلغ بلاده من الأميركيين أنهم غير مستعدين لتمويل العودة، بدأت موسكو العمل الجدّي للبحث عن مصار تمويل بديلة من الصين والدول العربية وغيرها من البلدان المتعاونة، وتتطلع إلى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ألمانيا السبت”، لافتا إلى أن “موسكو تعمل على الفصل بين العودة وإعادة الإعمار، نظرا للكلفة المنخفضة للأولى مقابل كلفة باهظة للثانية، والعمل جار على تأمين الضمانات السياسية والأمنية اللازمة التي لا تزال غير كافية إلى الآن”.

في سياق متصل، وتعليقا على موقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ​بأنّها “لا تسهل عودة النازحين إلى سوريا، إلى أن تصبح الظروف ناضجة لذلك”، أشار المنلا إلى أن “المفوضية كانت ممثلة في اجتماع سوتشي الأخير، وهناك تنسيق بينها وبين الروس بشأن آلية ومستلزمات وضمانات العودة، ولكن الأمور لا تحصل بكبسة زر، خصوصا في ظل شد الحبال الأميركي – الروسي، فأميركا تعتبر أن أي تطبيع مع النظام يجب أن يأخذ طريقه بعد تسوية سياسية، وذلك ضمن إطار الكباش السياسي الحاصل على الأرض السورية، والأمر سيان بالنسبة للأوروبيين الذين يطالبون بمعطيات ملموسة بشأن المسار السياسي”.

واعتبر أن “روسيا كانت متفائلة بعض الشيء بالفترة الزمنية التي طرحتها، (عودة 900000 نازح من لبنان خلال سنة أي ما يعادل 3000 يوميا)، واعتقدت أن أوروبا يمكن أن تكون أكثر تساهلا، ولكن الواقع مخالف لذلك والأمور تتطلب بعض الوقت لتنضج بشكل كامل”.

وعن مصير اللجنة المطلوب من لبنان تشكيلها للتنسيق مع الجانب الروسي، قال: “اللجنة عبارة عن فريق لوجستي – أمني – تقني، ولبنان كلف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بهذه المهمة، بحيث تتشكل اللجنة من الأمن العام والجيش اللبناني من دون وجود ممثلين سياسيين أو إداريين فيها، وعندما تنطلق عملية العودة بشكل جدي ستتوسع اللجنة حكما، وسيصار إلى تشكيل لجان متفرعة لمواكبة وتيرة العمل، ولكن الآن الأمور محصورة بشكل أساس باللواء ابراهيم”.

وتعليقا على زيارة باسيل موسكو الأحد، والكلام عن تخطي الخارجية لموقع رئاسة الحكومة، قال: “لا خلاف حول هذا الموضوع، ونرحب بكل من يستطيع أن يحرز تقدما في الملف، ولكن لا نتوقع نتائج إضافية من زيارة باسيل”، مشيرا إلى أن “زيارة شعبان مقررة مسبقا في إطار جهود الحريري المتواصلة لمواكبة المبادرة الروسية ولا علاقة لها بزيارة باسيل”.