IMLebanon

جعجع: بعض التعليقات تستوجب الاستدعاء!

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “7 آب” حصلت بفعل نظام أمني سوري – لبناني مشترك، مشيراً الى ان هذا النظام زال إلا أن الجميع يدرك أن لا شيء يزول بشكل كامل وإنما دائما ما تبقى بعض الرواسب هنا وهناك. واضاف جعجع: “نحن في الوقت الراهن نرى أن بعض رواسب هذا النظام لا تزال مستمرّة إلا أننا كما قضينا عليه بشكل كلي فنحن لن ندع هذه الرواسب تظهر من جديد لتأخذ مداها وإنما سنكمل المسيرة والعمل من أجل اجتثاثها بشكل كلي من النظام اللبناني فإما أن يعيش لبنان في كنف الحريّة او لا حياة له أبدا”ً.

ولفت جعجع خلال لقاء أقامته مصلحة طلاب “القوّات اللبنانيّة” لخريجيها في المقر العام للحزب في معراب تحت عنوان “قمة الإلتزام” إلى أن “بعض الظواهر التي تذكرّنا برواسب النظام الأمني السوري – اللبناني هي الإستدعاءات التي تتم على خلفيّة تعليقات يقوم البعض بنشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي”.

ورأى أن “بعض تلك التعليقات تستوجب الإستدعاء لأننا نعيش في بلد يحكمه القانون ويجب ألا يتم تخطيه كي لا تعم الفوضى إلا أن هناك تعليقات تأتي في سياق حريّة التعبير عن الرأي، وانا أعتقد أنني كمواطن لبناني لدي كامل الحق في أن أنشر بشكل موضوعي عبر صفحتي على “Facebook” معطيات أو معلومات قرأتها أو أعرفها عن أمر ما وهذا الأمر يجب ألا يؤدي إلى إستدعائي للتحقيق”.

واستطرد جعجع: “بالرغم من كل الفساد المستشري في إدارات الدولة كافة، وقضايا الفساد التي تملأ صفحات الصحف بشكل يومي، وهي الموضوع الأساس الذي يتم التداول فيه والحديث عنه في الصالونات، وبالرغم من أن هذه الأخبار المتداولة هي بأكثريتها الساحقة صحيحة إلا ان بعض الدوائر القضائيّة في لبنان تستدعي حصراً بعض المسؤولين والموظفين التابعين للوزارات المشهود لها في حسن سيرتها واستقامتها من قبل الناس، لذلك فـ”7 آب” التي أصبحت ذكرى يجب أن تبقى دائماً في الذاكرة كي لا تتكرّر كما يجب أن نعمل من أجل القضاء بشكل كامل على رواسب النظام الأمني السوري – اللبناني الذي اندحر”.

وكان قد استهل جعجع كلمته بالقول: “نحن ننهمك بانشغالاتنا اليوميّة، كتشكيل الحكومة والإنتخابات النيابيّة وغيرها، وهذا الأمر يحول من دون أن نعيش قضيّتنا بشكل دائم في الوعي بسبب ضيق الوقت إلا أنها تعيش دائما معنا في اللاوعي، لذلك من المهم جداً أن يعود الإنسان من حين إلى آخر ليرى هذه القضيّة تترجم أمامه إلى كلمات وبالطبع هذه الكلمات ليست كباقي الكلمات”.

وتطرّق جعجع إلى تجربته الشخصيّة واستعاد في حديثه فترة البدايات عندما كان طالباً للطب في الجامعة الأميركيّة واستفاض في شرح كيفية مقاربة الصالح العام والمصلحة الشخصيّة وكيف أن النظرة السائدة في البلد التي تدفع الطلاب للإهتمام بالثانية بغض النظر عن الأولى هي خاطئة في ظل أن المصلحة الشخصيّة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الصالح العام الذي هو صمام الأمان والضامن الوحيد لإستمرار واستقرار هذه المصلحة، وقال: “إن منطقة الشرق الأوسط لا تزال سياسياً قيد التكوين حيث أن الأوطان فيها ليست ثابتة بشكل نهائي بحكم أن الدول في هذه الأوطان لم تقم بشكل نهائي بعد. إن البعض يظن أننا لو كنا اليوم نعيش في بلد من بلدان أوروبا لما كنا نستفيض بالكلام عن هذه الأمور إلا ان مسألة “الإلتزام” لها وجه آخر في مقاربتي يكمن في قرار كل فرد في أن يعيش على هامش التاريخ أو في صلبه حيث على كل فرد أن يتخذ القرار إما في المضي سيراً على طريق هذه البشريّة جمعاء أو أن يتسكع على قارعته، لذلك أنا أعتقد أن كل فرد منكم يجب أن يعمل ليكون دائماً في صلب أحداث التاريخ ويساهم على قدر موقعه في تحديد مسار الأمور في مجتمعه وما تقومون به من عمل يجب أن يكون مماثلاً لما يقوم به الساسة الفعليون وليس بائعي الخدمات، فمن يعمل في السياسة بشكل حقيقي، وبكل ما لهذه الكلمة من معنى، يحددون مسار الأمور في مجتمع معيّن وهم يعيشون في صلب التاريخ”.