IMLebanon

خطوات التصعيد الإيراني تتصاعد… ولبنان يدفع الثمن

في غياب أي مؤشرات حسية أو دلائل عملية توحي بإمكان إحداث خرق الحد الأدنى في جدار الأزمة الحكومية المتمادية التي تدخل بعد أربعة أيام عتبة شهرها الرابع، انحرفت الاهتمامات السياسية والمتابعات اليومية في اتجاه موجة التصعيد التي بدأت تأخذ منحى خطيرا في الساعات الأخيرة، ترقبا لما إذا كان خطها البياني سيمضي نحو الذروة، بما يعني ذلك على مستوى عودة الأوضاع إلى نقطة الصفر وتعريض الاستقرار إلى خضة ليس الزمان زمانها، أم يكتفي بما وصل إليه وينحو نزولا نحو التهدئة المطلوبة داخليا ودوليا لإعادة تحضير الأرضية الصالحة للتشكيل من خلال خطوات إيجابية يفترض أن تصدر من بيت الوسط وقصر بعبدا منعا للانزلاق إلى حيث لا مصلحة للبلاد عموما والعهد خصوصا.

وتقول أوساط سياسية تراقب عن كثب تطورات المرحلة لـ”المركزية” أن مجموعة عوامل تجمعت دفعة واحدة في الأفق السياسي اللبناني صدرت بمجملها من جانب المحور المؤيد لطهران وتحديدا حزب الله أوحت باستعداد للجنوح في اتجاه بالغ الخطورة والسلبية، بدءا من الدفع في اتجاه التطبيع مع سوريا مرورا بعودة التهجم على المملكة العربية السعودية، فاستقبال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الوفد الحوثي، وتعمد الإعلان عن الحدث، وغيرها من المحطات التي حفل بها بحر الأسبوع الفائت. لكن الأهم، ليس الإشارات في حد ذاتها، إنما ترقب مسارها في الأيام المقبلة فهل تبقى مجرد رسائل أدت المطلوب منها لجهة التماهي مع الموقف الايراني وارضاء طهران التي تحاول اعادة تأكيد امتلاكها ورقة لبنان في وجه ما تتعرض له من ضغوط، وهو الخيار الأكثر ترجيحا كون الجميع وتحديدا حزب الله يدرك خطورة المسّ بالاستقرار المحظّر دوليا، فتبقى الرسائل قنابل صوتية من دون مضمون عملي، أم أن قرارا كبيرا قد يكون اتخذ في طهران، المأزومة داخليا بفعل موجة الاحتجاجات التي تعم البلاد ودوليا من خلال إعادة فرض العقوبات عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وانسحاب الشركات العالمية تدريجيا وآخرها “توتال”، يقضي بقلب الطاولة على قاعدة ” علَيّ وعلى أعدائي” لتخفيف الضغط الدولي عليها، فيدفع لبنان الثمن، خصوصا في ضوء معلومات تسربت أخيرا من جهات عليمة عن طلب ايراني من حزب الله تحريك جبهة الجنوب اللبناني، لم يلق تجاوبا.

وفي معرض تحليلها للواقع الإيراني، تحدد الأوساط 4 نقاط تعتبرها “ضربات” كافية لحمل إيران على توظيف كل أوراقها الباقية في مجال الضغط على المجتمع الدولي لخفض منسوب الضغط عنها، ومن بينها لبنان:

– الواقع المستجد يمنيا في ضوء لقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي بقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، في العاصمة المصرية للملمة الحزب تحت رايته وتوجيه دعوة لكافة قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام لـ” نبذ الخلافات والتكاتف ورص الصفوف لمواجهة الحوثيين واستعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة وبناء اليمن الاتحادي الجديد.”

– دخول مصر على خط الوضع في غزة ومصالحة الفصائل والعمل على تثبيت التهدئة بين القطاع وتل ابيب بعدما كانت الورقة سابقا في يد قطر وايران.

– كف يدها من الميدان السوري الذي تتحكم به روسيا في شكل مطلق.

– التطورات العراقية التي تقصي طهران عن المسرح في ضوء إنشاء أوسع تحالف يضم الصدر- الحكيم- علاوي -العبادي ودعوة المجلس لتشكيل الحكومة خلال 90 يوما.

فهل أن الخسائر التي تمنى بها إيران تباعا في دول المنطقة ستحملها على استخدام آخر أوراقها فتفجر الساحة اللبنانية؟ على استبعاد الأوساط هذا الخيار إلى درجة بعيدة، تدعو إلى رصد ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات لمعرفة المدى الذي قد تبلغه الاجراءات والخطوات الإيرانية على المسرح اللبناني.