IMLebanon

أبو زيد: واشنطن تعرقل لكن لا تستطيع نسف المبادرة الروسية

لم يتأخر الغرب بالرد على الدعوة الروسية للمجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين على العودة الى ديارهم والمساعدة في إعادة إعمار المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، إذ خرج مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ليقول إن “روسيا عالقة في سوريا وتريد من الآخرين تمويل إعادة إعمارها بعد الحرب”. موقف لا تبدو باريس بعيدة منه، وهو ما أكدته الخارجية الفرنسية، التي قالت المتحدثة باسمها أنييس فون دير مول إن “الظروف لم تتهيأ بعد للعودة نظرا الى معاملة الاسد للذين عادوا، واحتمال شن هجوم على مناطق شمال سوريا”. الموقف الغربي الرافض للتمويل يطرح تساؤلات حول مصير المبادرة الروسية، في ظل اصرار موسكو على فصل الحل السياسي عن العودة. ضغوط لا تبدو روسيا في وارد الرضوخ لها، إذ باشرت بجولات دبلوماسية مكوكية في كل الاتجاهات.

فبعد اللقاء الذي جمع مستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف مع بولتون الخميس في جنيف، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة، على أن يلتقي  نظيره السعودي عادل الجبير الأربعاء المقبل. بدوره، لبنان لم يكن بعيدا من الحركة الروسية، وشكلت زيارة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى موسكو الاثنين الماضي فرصة ليؤكد خلالها تأييد لبنان ودعمه للمبادرة بالكامل، ورفض ربطها بالحل السياسي.

وفي السياق، أشار النائب السابق أمل أبو زيد عبر “المركزية” إلى أن “الولايات المتحدة الأميركية تعتمد سياسة ازدواجية، ففي المناطق المتواجدة فيها، أي شرق الفرات، بدأت استثماراتها وعملية إعادة الاعمار، في الوقت الذي تعوق أي مبادرة لإعادة إعمار مناطق سيطرة النظام، فلماذا ما يحق لها ممنوع على روسيا”؟

واعتبر أن “الوضع لا يمكن أن يبقى في سوريا على ما هو عليه، وموسكو ليست الجهة الوحيدة المعنية، فبرلين تؤيد موقفها، ومستعدة للمساعدة بمعزل عن موقف باريس، وهناك كلام عن تمويل خليجي، كل هذه المعطيات تضع مسار العودة على السكة”، مشيرا الى أن “بإمكان أميركا العرقلة ولكن لن تستطيع نسف المبادرة، فروسيا بدأت بخطوات عملية بالاتفاق مع الحكومة السورية عبر استحداث مناطق إيواء في المناطق الآمنة، والمباشرة بترميم المؤسسات الرسمية وبعض البنى التحتية، بانتظار عملية إعادة الإعمار الكبرى لكامل المناطق السورية التي تتطلب بطبيعة الحال صندوقا دوليا ضخما”.

ولفت إلى أن “على لبنان بالمقابل أن يقوم بواجبه، والمباشرة بتصنيف النازحين، وتحديد أعدادهم الفعلية، بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تملك الداتا الفعلية لهم”، معتبرا أن “بمعزل عن التمويل الدولي، لبنان قادر على إعادة عدد كبير من النازحين، شرط التعاون الكامل من المفوضية، والتزام الحكومة السورية بالضمانات التي قدمتها لموسكو بعدم تعرضها للمعارضين، أو فرض الخدمة العسكرية أو مصادرة الممتلكات”.

وعن الخلاف الداخلي على التواصل المباشر بين الحكومتين السورية واللبنانية، قال أبو زيد إن “الخلاف ليس على العودة، بل على التواصل مع النظام”، داعيا الى “تقديم المصلحة الوطنية على الاعتبارات الخاصة”، ومشيرا الى أن “المبادرة الروسية شكلت مظلة أمان للمعارضين للاتصال بشكل مباشر مع سوريا”.

وبدوره، قال مدير مكتب باسيل هادي هاشم، لـ”المركزية”، إن “المهمة الروسية الآن تتركز بشكل أساس على البحث عن مصدر التمويل المناسب، أما لبنان فمطلوب منه تقديم الدعم اللوجستي اللازم لإنجاح المبادرة”، مشيرا الى أن “على وزارة الخارجية تحضير الأرضية اللازمة من خلال تولي الشق الدبلوماسي من الخطة، على أن يكون الشق الأمني من مهام اللجنة الامنية، ليصار في النهاية الى توحيد الجهود للوصول الى النتيجة المرجوة”.

ولفت هاشم إلى أن “زيارة باسيل الى موسكو جاءت بناء على دعوة من الخارجية الروسية، وباسيل لباها ومارس ويمارس مهامه انطلاقا من صلاحياته كوزير للخارجية”.

ورأى أن “ربط المجتمع الدولي عودة النازحين بالحل السياسي موقف ليس بمستجد وموسكو متحسبة له، وهي لم  تطرح المبادرة لتفشل، وباشرت بالبحث عن مصادر تمويل بديلة تؤمن نجاح خطتها”، لافتا الى أن “جزءا كبيرا من المبادرة قائم على الضمانات الامنية خصوصا في المناطق التي لا تتطلب إعادة إعمار”.

وعن ربط العودة بتطورات إدلب، قال: “بمعزل عن إدلب، %70 من المناطق في سوريا أصبحت آمنة، وبالتالي يمكن لسكان هذه المناطق العودة بشكل آمن وكريم، أما سكان إدلب فلا أحد يطلب منهم العودة الآن”.