IMLebanon

رأس بعلبك تنتظر تعويضات سيول حزيران: لا اطمئنان إلا ببناء سد

في 12 حزيران الفائت، تحوّلت بلدة رأس بعلبك في البقاع الشمالي إلى منطقة منكوبة نتيجة السيول الجارفة التي اجتاحتها من دون مقدمات، حيث قضت على من كان في طريقها، جارفةً معها ضحية من سكان البلدة تدعى شهيرة بلعيس ومخلّفةً أضراراً كارثية في المنازل والسيارات والبنية التحتية.

ومع أن السيول ليست جديدة على أهل المنطقة، إذ تحطّ في الرأس سنوياً، إلا أن الأهالي ينتظرون أن تفي الدولة بوعودها بالتعويض عن المتضررين، بعدما شكّلت البلدة محجاً لممثلين عنها من وزراء ونواب وهيئات خاصة بالكوارث أدلوا بدلوهم عن ضرورة التحرّك لمنع تكرار المشهد، خصوصاً أننا على أبواب فصل الشتاء، والمباشرة بدفع التعويضات عن المنكوبين جرّاء جرف السيول.

وهذا المشهد حذّر منه رئيس مؤسسة المقدسي الاجتماعية طلال المقدسي بتغريدة عبر “تويتر”، قائلاً: “رأس بعلبك تنتظر وفاء الدولة، وهل من بلدة وقفت مع الجيش في معركة فجر الجرود وقدمت له الدعم والولاء أكثر من رأس بعلبك؟ وعد الحر دين”، مضيفاً: “ماذا تنتظر الدولة لتنفيذ تعهدها والتزامها بتعويض أهالي رأس بعلبك عن أضرار السيل الذي تعرضت له البلدة؟ البدء بتأهيل مجرى السيل ضروري لحماية البلدة في حال تعرضت من جديد لسيل جارف وهو موسمي. كما تعويض المتضررين بأقصى سرعة هو امتحان لمصداقية الدولة وواجبها”.

وبدوره، شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب انطوان حبشي، عبر “المركزية”، على “ضرورة التعاون بين وزارتي الطاقة والمياه والأشغال العامة من أجل دراسة علمية تتضمّن حلولاً دائمة ومستدامة تمنع السيول مجدداً، مع العلم أن وزارة الطاقة تحرّكت سريعاً وبنت جدار دعم لمنع فيضان النهر ونظفت المجاري”.

وأكد أنه على تواصل دائم مع رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير “من أجل استعجال صرف التعويضات للمتضررين التي باتت قريبة كما أبلغني اللواء خير”.

ورداً على سؤال، لفت حبشي إلى أن “سيلاً كهذا لا يحصل إلا خلال فصل الربيع حيث تكون الأرض جافة وتفقد القدرة على امتصاص كميات كبيرة من مياه الأمطار، لكن هذا لا يعني عدم التحرّك لمنع تكراره في الربيع المقبل، لذلك يجب وضع خطط تنفيذية طويلة الأمد تمنع حصوله في المستقبل”.

ومن جهته، أكد رئيس بلدية رأس بعلبك العميد المتقاعد دريد رحّال، لـ”المركزية”، أن “التعويضات باتت قريبة جداً كما اُبلغت من الهيئة العليا للإغاثة”، مشيراً إلى أن “هناك مؤشرات إيجابية عن قُرب صرف التعويضات بعدما طلبت الهيئة من المتضررين أوراقاً مرتبطة بالحساب المصرفي لكل واحد منهم، والأسبوع الحالي كفيل باستيضاح الأمور كافة، علماً أنني سألتقي اللواء خير غداً الثلثاء للبحث في هذا الموضوع”، إلا أنه تمنى أن “لا يكون حجم التعويضات على حد القول المأثور من الجمل أذنه”.

وتحدّث رحّال عن ثلاثة جدران دعم في البلدة تنتظر أن تُباشر الهيئة العليا للإغاثة ببنائها “كي نطمئن ولو جزئياً إلى أن السيول لن تتكرر في المستقبل القريب: الأول قرب محطة مياه الشفّة، والثاني في موقع مدافن البلدة، أما الثالث فسيكون قرب مركز الشؤون الاجتماعية، إضافةً إلى استكمال أعمال تنظيف المجاري التي بقي منها الجزء الممتد من أوّل مجرى النهر في البلدة وصولاً إلى مشارف حدود بلدة القاع””

وشكر وزارة الطاقة “لأنها أنجزت بناء حائط دعم وسط البلدة، تحديداً قرب السنترال (ممر للآليات والسيارات والمشاة) منذ أيام من خلال اتفاق رضائي مع البلدية، وهذا الجدار يُعد الأكثر خطورة بين الجدران الثلاثة التي تنتظر عملية البناء من قبل هيئة الإغاثة”، آسفاً لـ”تقاذف المسؤوليات بين الوزارات المعنية في بعض الأحيان”.

وإذ أكد أن “كل هذه الإجراءات ليست كافية لمواجهة خطر السيول، خصوصاً خلال فصل الشتاء المقبل”، أشار إلى “أننا نعقد اجتماعات متواصلة في السراي الحكومي مع لجان متخصصة من وزارتي الطاقة والأشغال من أجل وضع خطتين واحدة قصيرة المدى وأخرى طويلة الأمد يكون هدفها بناء سد في رأس بعلبك يُطمئن الأهالي إلى أن السيول ولّت إلى غير رجعة”.