IMLebanon

معوض أولم على شرف باسيل: الخلل في التوازن الوطني ضرب للاستقرار

أكد رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض أنه “ليس من باب الصدفة أن “الطائف” أعطى رئيس الجمهورية صلاحية توقيع مرسوم تشكيل أي حكومة من دون أن تكون هذه الصلاحية مقيّدة لا من حيث الشكل ولا من حيث الوقت، ما يعني بمنطق “الطائف” أن رئيس الجمهورية ليس “ملكة بريطانيا”، ومن المفترض أن يمنحه هذا التوقيع صلاحية حقيقية ليكون شريكاً وازناً في السلطة التنفيذية، واستعادة هذا الدور أساس لاستعادة التوازن الوطني ولإعادة تصحيح الخلل في الشراكة الوطنية، وهذا ما يتطلب منا أن نقف الى جانب الرئيس لاستعادة هذه الصلاحية التي لسوء الحظ اعتاد البعض أن يتخطاها”.

من جهته لفت رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنه “لا يمكن بناء الوطن بالشعارات الرنانة بل بالفكر والجهد، وفرادة لبنان هي مناصفته بغض النظر عن العدد، ولذلك نصر على الشراكة بالتفاهم ومن دون غالب ومغلوب وهذا ما يتطلب وقتا وجهداً”.

كلام معوض وباسيل جاء في حفل غداء أقامه الأول على شرف وزير الخارجية حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول، النائب السابق جواد بولس، النائب السابق أمل بو زيد، النائب البطريركي العام على جبة بشري وزغرتا – اهدن المطران جوزيف نفّاع، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طاني لطوف، نائب رئيس الرابطة المارونية توفيق معوض، قنصل سيراليون في لبنان دونالد العبد، قائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي، الرئيس القاري للجامعة الثقافية اللبنانية في استراليا ونيوزيلندا ميشال الدويهي، رئيس “حركة الارض” طلال الدويهي، إضافة إلى فعاليات اقتصادية واجتماعية وثقافية ومدنية وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير في قرى قضاء زغرتا  وكوادر من “حركة الاستقلال”.

بداية ألقى معوّض كلمة رحّب فيها بالوزير باسيل، وقال: “هذه الزيارة بمثابة ترسيخ للتحالف القائم بيننا أولا كأشخاص، وثانيا بين “حركة الاستقلال” و”التيار الوطني الحر”، هذا التحالف الذي يترسّخ يوما بعد يوم لمصلحة لبنان والشمال وزغرتا الزاوية، والذي بُني على أسس ثابتة وصادقة. فتحالفنا هو أولا تحالف دعم العهد، وحين أقول دعم العهد هذا لا يعني ان ليس هناك اخطاء تحصل، ولا يعني ان لا  يكون لدينا رأينا في بعض المواضيع، دعمنا للعهد الذي هو بالاساس دعم للتوازن والشراكة الوطنية واستعادة التوازن بالشراكة الوطنية، هذا التوازن الذي أخلّ به منذ اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض لتاريخ اليوم”. وأضاف: “ما أقوله ليس من منطلق مسيحي بل من منطلق وطني بامتياز، لأن الخلل في التوازن الوطني هو ضرب للاستقرار”.

وأضاف: “كلنا جربنا بمرحلة من المراحل منطق فائض القوة لكل مكون من مكونات لبنان على مر التاريخ، ورأينا بالنتيجة ان الخلل بالتوازن يؤدي الى ضرب الاستقرار ويؤدي الى حروب. عندما كان هذا الخلل في التوازن يطال المكونات الاسلامية كنا شهابيين ومع “الستة وستة مكرر”، واليوم ما زلنا مع “الستة وستة مكرر” من منطلق وطني ليس من منطلق مسيحي”.

وأكد معوض أن “أمامنا اليوم فرصة حقيقية مع وصول الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة من اجل استعادة هذا التوازن ولا يجب أن نضيعها، من هذا المنطلق واجبنا الوطني ان نقف الى جانب رئيس الجمهورية”. وأضاف: “ليس من باب الصدفة أن “الطائف” أعطى رئيس الجمهورية صلاحية توقيع مرسوم تشكيل أي حكومة من دون أن تكون هذه الصلاحية مقيّدة لا من حيث الشكل ولا من حيث الوقت، ما يعني بمنطق “الطائف” أن رئيس الجمهورية ليس “ملكة بريطانيا”، ومن المفترض أن يمنحه هذا التوقيع صلاحية حقيقية ليكون شريكاً وازناً في السلطة التنفيذية، واستعادة هذا الدور أساس لاستعادة التوازن الوطني ولإعادة تصحيح الخلل في الشراكة الوطنية، وهذا ما يتطلب منا أن نقف الى جانب الرئيس لاستعادة هذه الصلاحية التي لسوء الحظ اعتاد البعض أن يتخطاها”.

وتوقّف معوض عند الهجمات التي يتعرّض لها العهد والتي تحمل عناوينا رنانة كالسيادة والاصلاح وغيرها، وقال: “في الحقيقة أكثرية هذه القوى السياسية ليست قوى إصلاحية، فالمكتوب يُقرأ من عنوانه، وبمعظمها ليست قوى سيادية. إن جوهر الهجوم على العهد هو لمنع استعادة التوازن وتصحيح الخلل، لأن البعض اعتاد على مر السنين والعقود، منذ اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض إلى يومنا هذا، أن يستخدم منزله ومنزل الجيران، وحان الوقت اليوم أان يعود كل الى منزله ونمد يد الشراكة المتوازنة بين الجميع لنتمكن من بناء الدولة والوطن”.

ولفت الى ان “تحالفنا مبني أيضاً على إقرارنا بتنوعنا. صحيح أننا في تكتل واحد ولكن لكل منا مساحته. وليس سراً على أحد أننا نختلف حول عدد من الملفات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ملف سلاح “حزب الله”، ولكن هذا التنوع يشكل مصدر غنى وقوة، وإرادتنا هي في البناء على المشترك”.

وأردف: “تحالفنا تحالف استعادة التوازن في زغرتا الزاوية وتكريس التوازن في الشمال وخاصة في دائرة الشمال الثالثة، الأمر الذي يشكل المدخل إلى الحرية والكرامة. فالاحتكار في السياسة غالبا ما يتم على حساب كرامة المواطن وحقوقه، لذا من هذا المنطلق معركتنا اليوم هي معركة استعادة التوازن الإنماء وكسر الاحتكار”.

وشدد على ضرورة أن “يتم تشكيل الحكومة على توازنات صحيحة، أشار معوض إلى “أن المطلوب أيضاً على المستوى الوطني تطوير بعض القوانين التي ما زالت موجودة منذ العهد العثماني. وآمل من خلال ورشة العمل القائمة داخل “تكتل لبنان القوي” أن نعمل على تحديث القوانين وتشكيل حكومة تسمح لنا القيام بالمشاريع لأن هذا هو الأساس”.

هذا وكشف معوض انه تباحث والوزير باسيل مطولا في شؤون قضاء زغرتا وسبل رفع الحرمان عنه حيث عانى على مدى السنوات الماضية من الحرمان على صعيد الإنماء الحقيقي، واعدا بنمط ونهج جديدين من أجل الإنتاجية والإنماء فور تشكيل الحكومة.

في الختام قال معوض: “ترعرت في منزل علّمني أنه حين نختلف مع أحد نختلف معه باحترام وحين نتحالف مع أحد نتحالف معه بصدق، من دون المسّ بمبادئنا السياسية التي ندافع عنها حتى الشهادة. هكذا تربينا وهكذا نحن وهكذا سنبقى”.

من جهته أعرب الوزير باسيل عن سروره الكبير لوجوده في قصر الرئيس الشهيد رينه معوض، وقال: “في النهاية مهما اختلفنا فإن كل شخص بذل حياته من اجل لبنان هو شهيد للبنان ويحب لبنان وأعطى اغلى ما يملك في سبيل لبنان، ولا يمكننا سوى ان نحترمه ونقدره، فكلنا سقطنا وسنسقط ليبقى لبنان بتنوعه، ولكي نبقى على هذا التنوع علينا ان نختلف ونعي أن تميّزنا هو غنانا، فلبنان ليس مجرد قطعة أرض، بل أرض لها تاريخ علينا أن نحافظ عليه وتراث نحن ورثة له”.

وأضاف: “نؤمن بأرضنا وبلدنا ونستفيد جميعا كلبنانيين من تنوعنا الذي هو نقطة غنى لنا على رغم الاختلافات، وهذا ما جمعنا اليوم برفيقنا ميشال معوض. وأقول لكم بكل راحة ضمير إن بإمكانكم أن تفخروا بأن لديكم ابن عائلة سياسية لها تاريخها وماضيها، وقادر أن يتطلّع إلى المستقبل بتطور وانفتاح وعلم وجهد حقيقيين”.

وتابع: “فخورون بتحالفنا مع معوض، وما يجمعنا هو الرغبة بالإنجاز والتنفيذ وتحويل أفكارنا إلى نتائج يتلمّسها المواطن، فواجبنا أن نعمل من أجل المواطن. ونأمل بعد تشكيل الحكومة وعند بدء التشريع أن يقدم تكتلنا نموذجاً في العمل، ونحن سنقوم بما علينا وأكثر حتى لو عرقلونا”.

وإذ أكد أنه لا يمكن بناء الوطن بالشعارات الرنانة بل بالفكر والجهد، رأى باسيل أن فرادة لبنان هي مناصفته بغض النظر عن العدد، وقال: “نصر على الشراكة بالتفاهم ومن دون غالب ومغلوب وهذا ما يتطلب وقتا وجهدا”.

ولفت إلى أننا “نريد أن نبني للمستقبل قوة سياسية لا تقوم على الزبائنية السياسية، وسنعمل في السنوات الأربعة المقبلة على رفع عدد المقتنعين بخياراتنا فيصبح لدينا نائبان في زغرتا الزاوية وليس نائبا واحدا، وخمسة نواب في دائرة الشمال الثالثة وليس ثلاثة، ويحقق تكتلنا وفكرنا على صعيد لبنان التوازن السياسي الحقيقي الذي يجعل هذا البلد يشبهنا حراً سيداً ومستقلاً”.

وكان سبق حفل الغداء، جولة لمعوض وباسيل في حديقة البطاركة الموارنة في الديمان تبعتها جولة في الوادي المقدس، يرافقهما النائب جورج عطالله وبعض الاصدقاء.