IMLebanon

ساعات مفصلية: رفض “التيار” حصة “القوات” يعيد المفاوضات إلى الصفر

هل تبصر الحكومة النور في الأيام القليلة المقبلة؟ أم تلقى جولةُ الاتصالات الجديدة التي أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري الأسبوع الماضي، مصير سابقاتها لناحية التعثر والفشل؟ الإجابة عن هذه الأسئلة لن تتأخر. فالساعات المقبلة ستساهم في تظهير مسار الأمور على ضفة التأليف، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، كونها تشهد اجتماعات واتصالات ستكون نتائجها “مفصليّة” في دفع التشكيل قدما أو في إعادته إلى المربّع الاول.

أبرز هذه اللقاءات، حصل بين الرئيس المكلف ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، في بيت الوسط. فخلاله، يفترض أن يكون الحريري عرض على ضيفه “التخريجة” التي وضعها لتذليل ما يُعرف بالعقدة المسيحية.

وهنا، تلفت المصادر إلى أن من المتوقع أن يبلغه قراره إسناد 4 حقائب إلى “القوات اللبنانية” ليست من ضمنها لا نيابة رئاسة الحكومة ولا وزارة سيادية ولا وزارة دولة أيضا، على اعتبار أن هذه الصيغة هي أقصى ما يمكن أن توافق عليه معراب. فإذا حظيت بضوء أخضر “برتقالي”، كان به، وإلا فإن إصرار التيار على تضمين حصة القوات وزارة “دولة”- إلا إذا كانت الوزارات الأربع لا تمس أيا من الحقائب التي يريدها لنفسه- سيعيد قطار التشكيل إلى نقطة الصفر.

فالرئيس المكلف كما “القوات”، ليسا في وارد القبول بأي تطويق إضافي لحجم معراب التي دعت أوساطها عبر “المركزية” إلى عدم استغلال مرونتها أو فهمها خطأً، فهي إن كانت تسهّل مهمّة الحريري إلا أن ذلك لا يعني أنها سترضى بمواصلة استهدافها أو محاولات إحراجها لإخراجها.

في الموازاة، تتحدث المصادر عن إشكالية جديدة برزت على صعيد الحصة المسيحية في الحكومة العتيدة، تتعلق بتوزيع الوزارات المارونية. فهناك 6 مقاعد للموارنة: رئيس الجمهورية لا بد أن ينال أحدها. والوزير باسيل يطالب بثلاثة منها كون تياره “يمثل  أكثر من نصف الموارنة”، وهناك مقعد يطالب به الرئيس الحريري (للوزير غطاس خوري على الأرجح) ويبقى مقعد سيؤول على الأرجح لتيار المردة (الذي يطالب بوزارة الأشغال). وعليه، لن يبقى أي مقعد ماروني لـ “القوات اللبنانية”، وهو ما لا ترضى به معراب. فهي تطالب أقله بثلث المقاعد أي 2 (انطلاقا من نتائج الانتخابات النيابية).

وفي وقت تشير إلى أن هذه المسألة “الشائكة” متروكة للبتّ خلال اجتماع الرئيس عون بالحريري، ترجّح المصادر أن تتم تسوية عقدة التمثيل القواتي، إن لم يكن في لقاء الحريري – باسيل، فمن خلال تدخل مباشر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث من غير المستبعد، وفق المصادر، أن يقدّم ربما منصب نيابة رئاسة الحكومة للقوات، كمخرج وسطي يكون مرضيا للجميع، متحدّثة في السياق عن إصرار رئاسي على ولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع ومغادرة الرئيس عون البلاد في سلسلة زيارات خارجية أبرزها إلى الأمم المتحدة.

في المقابل، تلفت المصادر إلى أن العقدة السنية باتت أيضا شبه منتهية، حيث من المرجح تسمية شخصية وسطية لتمثيل سنّة 8 آذار، وقد عرض الرئيس الحريري مع رؤساء الحكومة السابقين منذ أيام لهذه المسألة، وتشير أيضا إلى أن العقبة الدرزية هي الأخرى تم رفعها بتعاون بين كليمنصو وعين التينة وبيت الوسط، حيث سيكون الوزير الدرزي الثالث نتاج توافق بين الجهات الثلاث. فهل يتصاعد الدخان الأبيض من بعبدا، أم يحول التصلّب في مواقف بعض الأطراف، لا سيما في البيت المسيحي، دون تحقيق الخرق المنشود؟