IMLebanon

ما علاقة معركة إدلب بالمبادرة الروسية لعودة النازحين؟

نجحت تركيا إلى اليوم في تأجيل معركة إدلب، في إطار المفاوضات المكثفة التي تخوضها مع روسيا، إلا أن الوضع في المحافظة الشمالية لا يشي بانتهاء الازمة قريبا، في ظل تلويح موسكو بأن صبرها بدأ ينفد من الوجود الإرهابي هناك، ومواصلة الجيش السوري استقدام تعزيزات على تخوم المحافظة ورسم سيناريوهات للتوغل، وإرسال أنقرة تعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط المراقبة التركية.

وفي وقت تتوالى التعهدات الغربية والأوروبية بالتحرك لمنع شن الهجوم، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة تحذيرية إلى الحكومة السورية وحلفائها “الروس والإيرانيين” من “هجوم متهّور” على إدلب، معتبرا أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى “مأساة إنسانية”.

عواقب هذه العملية في حال وقوعها ستكون وخيمة على أصعدة عدة، نظرا لما ستسببه من أزمة نزوح وتهجير، في وقت تتضافر جهود روسيا لإنجاح مبادرتها لعودة النازحين، من منطلق انعكاسها الإيجابي على التسوية السياسية التي تسعى جاهدة لإبرامها، وقطف ثمار انخراطها العسكري والسياسي في سوريا، بعد 7 سنوات من الحرب.

أوساط معنية بالملف أشارت عبر “المركزية” إلى أن “الوضع في إدلب يطغى على كل المباحثات الروسية، فالحرب المحتملة في الشمال السوري علقت المفاوضات حول ملف النزوح، بانتظار جلاء الصورة بعد القمة الروسية-الإيرانية-التركية المرتقبة في طهران الجمعة”، مضيفةً أن “الجو التصعيدي في الشمال السوري لم يمنع موسكو من مواصلة جهودها في إطار البحث عن مصادر تمويل بديلة، لكن لغاية اليوم لا مستجدات في هذا الاطار، والمراوحة سيدة الموقف خصوصا أن في حال وقوع المعركة مع ما سيرافقها من حركة نزوح باتجاه تركيا سيأخذ الملف منحى آخر وتتغير المعطيات كافة، الأمر الذي تسعى موسكو لتفاديه من خلال التنسيق مع تركيا لتجنب الحرب”.

إن تحذير رئيس المكتب الإعلامي التابع للصليب الأحمر الدولي في سوريا بافيل كرزيسك من أن “نحو 800 ألف شخص سيكونون معرّضين للتهجير في حال وقوع هجوم في إدلب” يشكّل عينة عن الوضع الذي ستكون عليه الحدود السورية مع تركيا في حال وقوع الهجوم، فالأخيرة ستتصدى لأي عملية نزوح جديدة الى أراضيها، ما يضعها في موقع المواجهة مع حليفتها موسكو، انطلاقا من موقعها كإحدى الدول الضامنة لمحادثات أستانة، الذي يخولها فرملة أي حل سياسي يكون على حسابها.