IMLebanon

تل أبيب لواشنطن وموسكو: سنقصف إيران بسوريا حتى خروجها منها

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء أمس الثلثاء، غارات استهدفت ضواحي مدينة بانياس الساحلية بريف طرطوس، وجبال مصياف في ريف حماة الغربي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”.

وفي وقت أكدت سقوط قتيل و12 مصابا إثر استهداف مقاتلات إسرائيلية مواقع عسكرية في حماة وطرطوس، أشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى أن الانفجارات ناجمة عن ضربات صاروخية إسرائيلية طالت مواقع تحوي منشآت عسكرية إيرانية، ما تسبب بدمار وأضرار مادية، ومعلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية، على حد تعبيره.

العملية الاسرائيلية الجديدة في سوريا تزامنت مع كشف إسرائيل أمس عن حصيلة الضربات الجوية التي شنتها على الاراضي السورية، خلال الأشهر الـ18 الماضية. ففي اعتراف علني نادر، قال الجيش الإسرائيلي إن سلاحه الجوي نفذ مئتي غارة خلال العامين الماضيين على أهداف في سوريا، في إطار حربه على ما يسميه التمركز العسكري الإيراني هناك.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه استخدم في غاراته نحو ثمانمئة صاروخ وقنبلة، استهدفت مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني ومستودعات أسلحة وشحنات صواريخ متطورة كانت في طريقها لحزب الله في لبنان، كما شن هجمات إلكترونية لم يفصح عن ماهيتها.

واشار وزير الاستخبارات الإسرائيلي إسرائيل كاتز الى ان مثل هذه العمليات تتم بمعدل مرتين في الأسبوع، مشيرا إلى أن هدف هذه الغارات هو منع قيام إيران بأي عمليات ضد إسرائيل من الأراضي السورية.

أما صحيفة يديعوت أحرونوت، فنقلت عن مصدر عسكري أن القوات الإيرانية تراجعت 80 كلم من الحدود الشمالية، وأن الهجمات على القواعد الإيرانية في سوريا نفذت في المنطقة بأسرها، موضحا أن الهجمات تسببت في قيام الإيرانيين بإخلاء القواعد في سوريا، ووقف تهريب الأسلحة. وأشار المصدر إلى مساهمة إسرائيلية في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عبر تنفيذ غارات أدت إلى مقتل ألف من عناصر التنظيم، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن تل ابيب وبضوء أخضر من واشنطن علنا، ومن موسكو ضمنا، ستواصل ضربها اي أهداف او تحركات، في سوريا ترى انها قد تشكل تهديدا لامنها القومي. وتذكّر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتمع نهاية الاسبوع الفائت الى الموفدين الاميركيين الى سوريا جيمس جيفري وراي ريبون وبحث معهما الوضع في سوريا والجهود المشتركة للحد من النفوذ الايراني في البلاد ومنع تجذر الوجود الايراني فيها.

وخلال المحادثات، تتابع المصادر، اكد الجانب الاسرائيلي انه سيقوم بعمليات ضد المواقع العسكرية الايرانية من اجل امن اسرائيل، مشيرة الى ان تل ابيب أبلغت روسيا ايضا ان غاراتها ستستمر ضد المواقع الايرانية الى حين خروجها من سوريا.

في المقابل، برز اليوم موقف ايراني قديم جديد حيث قال القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية في ايران اللواء محمد علي جعفري إن “سوريا ولبنان واليمن وفلسطين اختارت نهج المقاومة لتحديد مصائرها وسيكون النصر حليف شعوبها”، مؤكدا “ضرورة تعزيز قدرات البلاد في المجالات الدفاعية والأمنية ودفع التهديدات”.

وتشير المصادر الى ان طهران، في كلامها هذا، إنما تلوّح بأوراق قوّتها وتوجه رسالة “لمن يعنيهم الامر” اقليميا ودوليا انها قادرة على تحريك اي من هذه الساحات العربية، التي تعتبرها ساحات نفوذ لها، اذا ما استمر استهدافها والتضييق عليها عسكريا او اقتصاديا او سياسيا.