IMLebanon

معركة الحزب والرئاسة (بقلم بسام أبو زيد)

لم يأت تقرير Fox News عن الطائرة الإيرانية التي هبطت مرتين في بيروت في توقيت عشوائي، وكذلك الحديث عن أنها نقلت أسلحة ومعدات، ولم يكن الرد الذي صدر من المديرية العامة للطيران المدني كافيا لتبديد القناعات لدى الجهات الغربية ولاسيما الأميركية بصحة رواية Fox News.

إن لبنان الذي يتمتع فيه “حزب الله” بعلاقة وجودية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تتركز عليه الأنظار الأميركية أكثر فأكثر لجهة كيفية التعاطي مع تطبيق العقوبات الأميركية على إيران وعدم استخدامه بأي طريقة من الطرق لخرق هذه العقوبات، ويدرك اللبنانيون والمسؤولون منهم هذا الواقع ويدركون عواقب استخدام لبنان ضد العقوبات الأميركية فالهدف الأول عندها سيكون استقرار لبنان ككل ولاسيما استقراره المصرفي.

إن لبنان المتوتر وغير المستقر والذي تعمه الفوضى وفراغ الحكم، قد يكون وسيلة من الوسائل التي يعتقد أنها تساهم في التأثير سلبا على “حزب الله” وإغراقه في مستنقع داخلي يمتد إلى بيئته التي ستعاني جراء الوضع المالي والاقتصادي المتدهور، والذي لن تنفع معه عندها أي معالجات داخلية أو خارجية. فبالنسبة للحزب ستكون الأزمة ممتدة من بيروت إلى طهران التي ستعاني أكثر فأكثر جراء العقوبات الأميركية وسيتراجع دعمها المالي لـ”حزب الله” والجماعات الأخرى التي تدعمها.

هذا الواقع لا بد وأن “حزب الله” يدركه بقوة، ولذلك فهو لن يخاطر في كشف لبنان في مسألة خرق العقوبات الأميركية، ولن يخاطر في مسألة الوضعين الاقتصادي والمالي، ولذلك فهو يسعى من أجل تشكيل حكومة بالفعل في أسرع وقت ممكن كي تكون الشرعية اللبنانية موجودة بكاملها وبمختلف مكوناتها من أجل مواجهة أي تطورات يكون الهدف منها ضرب الحزب.

إن هذا المسعى لـ”حزب الله” يصطدم هذه المرة بحليفه “التيار الوطني الحر” الذي يساهم في تأخير ولادة الحكومة تحت عنوان صحة التمثيل، فيما يدرك الحزب جيدا أن العنوان الأساس للمعركة الحكومية هو الاستحقاق الرئاسي، وقد كان كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم واضحا في هذا الإطار معتبرا أن اللبيب الذي وجه إليه هذا الكلام يجب أن يفهم الإشارة وأن يعمل بها أيضا باعتبار أن المعركة اليوم ليست معركة رئاسية بل هي معركة في مكان آخر تستهدف أول من تستهدف “حزب الله”.