IMLebanon

“حزب الله”: ما قبل معركة إدلب ليس كما بعدها

أكدت مصادر “حزب الله” لـ”المركزية” “اننا مع تشكيل حكومة اليوم قبل الغد، لأننا نريد أن يمشي البلد والدولة، على عكس ثلاثي “المستقبل”-“القوات”-“الاشتراكي” الذي بمطالبه الحكومية بعيد كل البُعد عن ذلك”، مشيرةً الى أن “شكل الحكومة يرسم معالم المرحلة المقبلة رئاسياً اي ما بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون”.

وقالت إن “لا شك ان التعطيل القائم ظاهره مسألة الاحجام والحصص الوزارية في حين ان باطنه عكس ذلك تماماً، بحيث ان هذا الثلاثي يريد من خلال مطالبه وشروطه “التعويض” عن المعركة النيابية التي خسرها بحصولنا على الاغلبية في البرلمان، لأنه يُدرك انه في هذه الحكومة سيكون مقيّدا في السياسة العامة لثلاثة ملفات استراتيجية: العلاقة مع سوريا، النازحون السوريون والارهاب، لذلك لا تشكيل في الافق”، مؤكدةً “انهم لن يحققوا ما يريدون، لأنهم خسروا الاكثرية النيابية، واذا كانوا يراهنون على تطورات خارجية، فنقول لهم “ان ما قبل معركة ادلب (الورقة الأخيرة) لن يكون كما بعدها”.

وشرحت استراتيجية هذا الثلاثي لمواجهة “تقييده” وضغطه في السياسات العامة:

-“الحزب “الاشتراكي” من خلال تمسّكه “بالعصمة” الميثاقية في قرارات الحكومة من خلال رفضه التنازل عن حصّة الوزراء الدروز الثلاثة.

-“القوات” بتمترسها حول ما تُسمّيه حقائب خدماتية بعد تخلّيها عن “السيادية” ومنصب نائب رئيس الحكومة.

-“المستقبل” برفضه مشاركة المعارضة السنّية في حصته الحكومية كي يُمسك هو أيضاً بورقة الميثاقية.

وأكدت “الرئيس عون يُدرك تماماً مناورات هذا الثلاثي وبالتالي لن يقبل بالضغط عليه من بوّابة “الميثاقية”،  واعتبرت “ان حصّة “القوات” كما تم تسريبها “نفخ ما بعده نفخ”، فعلى اي اساس وزّع الرئيس الحريري الحقائب الخدماتية على الكتل النيابية”؟ ولم تستبعد “ان يستمر هذا الثلاثي على النهج نفسه في التشكيل، لان اي تشكيل للحكومة في هذه الظروف ليس من مصلحتهم”.

وفي حين لفتت الى أن “رئيس الجمهورية يمارس دوره في إدارة الدفّة انطلاقاً من الصلاحيات المنصوص عنها في الدستور، لكن بعض الجهات فسّرت هذا الدور وكأنه خروج عن هذه الصلاحيات”، قالت: “الرئيس الحريري لم يُقدّم شيئاً الى الرئيس عون، لأنه لم يطرح تشكيلة حكومية مثالية. جلّ ما فعله انه بخطوته الاخيرة “رفع” اللوم عنه والقول انه يقوم بدوره، وان مصدر التعطيل ليس في “بيت الوسط”، مشيرةً الى أن “خطوته الاخيرة مخالفة لقضايا كثيرة لا بل تُعقّد الامور اكثر بدليل انه اعطى لـ”القوات اللبنانية” ما تريد وحفظ للحزب “التقدمي الاشتراكي” مطلبه بالنسبة للوزراء الدروز الثلاثة”.

وشددت على “ان لا مسّ بالطائف كما يتداول”، واصفةً “ما يجري في هذا الشأن بانه مجرّد “عَوكرة للمياه” لا فائدة منها”. ومع ان مصادر “حزب الله” اعلنت أن “لا حكومة قبل اتّضاح صورة التطورات الخارجية، لأن للأسف هناك ارادات داخلية بغطاء خارجي بعدم تسهيل التشكيل”، الا انها لم تستبعد في المقابل أن “يلجأ رئيس الجمهورية الى خيار حكومة الأكثرية لمواجهة مخطط المعطّلين والمُعرقلين، خصوصاً إذا بقي الرئيس المكلّف على النهج نفسه في تقديم الصيغ الحكومية كالتي قدّمها اخيراً”.

وأكدت المصادر “اننا حريصون جداً على الاستقرار وانتظام عمل المؤسسات، بدليل اننا تواضعنا بمطالبنا الحكومية منذ اليوم الاول ولم ننفخ حجمنا او نرفع سقف شروطنا”.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان “حزب الله” سيُبادر في اتّجاه حليفه التقليدي التيار “الوطني الحر” لتسهيل تشكيل الحكومة، انطلاقاً من دعوة الرئيس نبيه بري الجميع من دون استثناء الى تقديم تنازلات، اجابت المصادر “نحن لا نُبادر في شكل رسمي وعلني وانما ندوّر زوايا ونُساعد في تليين بعض المواقف، ونحن في هذا السياق نتبع المثل القائل “واستعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان”.

وختمت “ان شاء لله يُفرض امر واقع يؤدي الى صحوة ضمير، لان كما يبدو ان هذه الصحوة لن تأتي طالما ان الثلاثي الذي ذكرناه لا يشعر بالمخاطر الاقتصادية والمالية التي نمرّ بها والاوضاع الاقليمية المُحيطة بنا”.