IMLebanon

ترامب طَلَبَ ضرب إيران في سوريا… لا اغتيال الأسد

كتب حسين عبد الحسين في صحيفة “الراي” الكويتية:

شكّكت أوساط مقرّبة من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بما نشره بوب وودوارد، الصحافي المخضرم في «واشنطن بوست» ومكتشف فضيحة «ووتر غيت» التي أطاحت الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون في السبعينات، بشأن طلب الرئيس دونالد ترامب من وزير دفاعه جيمس ماتيس اقتحام سورية واغتيال الرئيس بشار الأسد، رداً على المجزرة الكيماوية التي وقعت في خان شيخون في أبريل 2017.

وقالت الأوساط إن مقتطفات كتاب وودوارد، التي لاقت أصداء واسعة وتناقلتها وسائل الإعلام الأميركية والعالمية، تُناقض نفسها، فهي تارة تعتبر أن ترامب ليس مهتماً بشؤون الأمن القومي، وأنه لا يرى جدوى للإنفاق العسكري الأميركي حول العالم، وطوراً يكتب وودوارد أن ترامب أراد اغتيال الأسد بعدما ثارت ثائرة الرئيس الأميركي على إثر المجزرة الكيماوية.

لكن ما نقله وودوارد صحيح جزئياً، لناحية أن ترامب أمر بضربة أكبر ضد الأسد، هذا العام، وأن ماتيس ساهم بتقليصها.

وتقول المصادر الأميركية إنه على إثر الهجوم الكيماوي على ضاحية دوما في أبريل 2018، الذي اتهمت واشنطن والمجتمع الدولي نظام الأسد بشنّه، نجح مستشار الأمن القومي جون بولتون بإقناع ترامب بأن ردة فعل على طراز الضربة المحدودة التي وجهتها أميركا للأسد في 2017 ستكون مثار سخرية للعالم. وأقنع بولتون ترامب بأنه يمكن للولايات المتحدة أن توسع ضربة العام 2018 لتشمل أعداء أميركا الآخرين، وفي طليعتهم مقاتلو الميليشيات الموالية لإيران في سورية، وهو ما من شأنه أن يكون بمثابة عقاب للأسد وحلفائه.

ويبدو أن ترامب اقتنع بكلام بولتون، فطلب من ماتيس توسيع الضربة العسكرية في ربيع 2018 لتشمل القوات الإيرانية والموالية لإيران في سورية، لكن ماتيس رأى في الأمر تصعيداً غير مبرر، وردّ بالقول إنه في حال ضربت أميركا أهدافاً إيرانية في سورية، فإنها ستحتاج الى تعزيز عديد قواتها في المناطق السورية شرق الفرات، الى أضعاف عددهم الحالي، الذي يبلغ ألفي جندي. كما اعتبر ماتيس أن من شأن مواجهة إيران أن يؤثر على سير العمليات ضد تنظيم «داعش» في العراق، وأن يُعرّض القوات الاميركية في العراق لمخاطر هجمات إيرانية.

وأدى التباين في وجهات النظر الى أخذ ورد – وتالياً لتأخير في الضربة الأميركية حيّر المراقبين في حينه – بين بولتون وماتيس، لكن ترامب حسم الأمر في مصلحة وزير الدفاع، معتبراً أن الجنرالات (أي ماتيس) يفهمون أكثر في أمور الحرب من السياسيين (أي بولتون).

هذه المؤشرات، حسب الأوساط المقربة من وزارة الدفاع الأميركية، تشير إلى أن المجزرتين الكيماويتين يبدو أنهما اختلطتا على وودوارد، وأن لا ترامب أمر باجتياح سورية واغتيال الأسد العام الماضي، ولا ماتيس قال عن الرئيس إن مستوى ذكائه هو بمستوى ولد في الصف الخامس أو السادس.