IMLebanon

“الأونروا”: لن نوفر جهدا لتأمين استمرارية خدماتنا للاجئين

فيما تحرك لبنان والأردن لدرء اي خطر ناتج عن وقف تمويل “الاونروا” من قبل الاميركيين، ترى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن الاجتماعات التي تبدأ عربيا في الاسبوع المقبل ودوليا في النصف الثاني من ايلول الجاري، بدعم من لبنان ستوفر تغطية ولو جزئية للعجز في ميزانية المنظمة والذي تفاقم بعد القرار الأميركي.

وفي هذا الإطار، أعلنت المستشارة الإعلامية للاونروا هدى سمرا لـ”المركزية” أن “الولايات المتحدة تعتبر تاريخيا المانح الاكبر لدينا، وكانت وقعت في عجز يقدر بـ١٤٦ مليون دولار في ميزانية العام ٢٠١٨ التي  تبلغ  مليارا وثلاثمئة وسبعة وتسعين مليون دولار، ثم قررت تخفيض مساهمتها بمقدار 300 مليون دولار.”

وأضافت: “لذا وجدنا أنفسنا أمام مؤتمر روما الاستثنائي الوزاري الذي عقد في 15 اذار 2018، مع وجود عجز تراكمى إجمالى مبلغ 446 مليون دولار أميركي يؤثر على نطاق خدماتنا بالكامل من الرعاية الصحية التعليمية إلى خدمات الطوارئ.”

ولفتت سمرا إلى أن “جهودنا لجمع التبرعات العالمية وحملة الكرامة التي لا تقدر بثمن أدت إلى دعم إضافي كبير للأونروا، من قبل المانحين التاريخيين فضلا عن استقطاب جهات جديدة مانحة، بما في ذلك المؤسسات الخاصة بالزكاة”، كاشفة أن “الأونروا تمكنت في الفترة الممتدة من آذار إلى حزيران 2018 من جمع مبلغ 238 مليون دولار من التمويل الجديد للاجئين الفلسطينيين، ومع اختتام مؤتمر التعهدات في نيويورك في 25 حزيران الماضي انخفض العجز البالغ 446 مليون دولار إلى 217 مليون دولار، وهذا يعتبر إنجازا ضخما. ولكن لا تزال المنظمة في أزمة، وهي مستمرة في جهودها خلال الأشهر المقبلة لسد الفجوة المالية وضمان التمويل اللازم لعملياتها لعام 2019.”

وعن تداعيات القرار الأميركي قالت سمرا: “يمكن أن يكون لخفض التمويل تأثير كبير على الحياة اليومية للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.  ويصبح مصير التعليم الأساسي لـ 526000 فتى وفتاة في 711 مدرسة تابعة للأونروا على المحك. كذلك الأمر بشأن المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة إلى 1.7 مليون لاجئ فلسطيني معرضين للخطر، وتوفير الرعاية الصحية الأولية لثلاثة ملايين لاجئ، بما في ذلك رعاية ما قبل الولادة؛ وتوفير العيش بكرامة وامان لـ5,3 مليون لاجئ يعانون منذ 70 عاما من الظلم.”

وشددت سمرا على أن “الأونروا لن توفر جهدا لمعالجة هذه الأزمة، لتأمين استمرارية خدماتها للاجئين من دون انقطاع”، مشيرة إلى أن “كرامة هؤلاء الناس في منطقة الشرق الأوسط على المحك، وهم الاكثر تهميشا وضعفا”، معلنة أن “المفوض العام كان واضحًا جدًا أننا سنعمل بلا كلل للتأكد من عدم انقطاع الخدمات، لكن هذه مهمة كبيرة لأن العجز في ميزانيتنا كبير جدًا.”

وقالت: “لقد أطلقنا حملة عالمية تحت #Dignity_Is_Pricless  للوصول إلى مصادر تمويلية أخرى غير تقليدية من الجمعيات الخيرية الإسلامية والمؤسسات والافراد. لقد نجحنا في الأشهر الستة الأولى من العام 2018، وكنا قادرين على الحفاظ على مدارسنا وعياداتنا ومنشآتنا المختلفة وابقينا ابوابنا مفتوحة للمستفيدين دون انقطاع. وسنواصل نفس الاستراتيجيات لجمع التبرعات والبحث عن تحالفات جديدة.”

ونوهت سمرا برد الفعل اللبناني بعد القرار الاميركي وتحرك الخارجية وقالت: “إننا نرحب بالدعم الذي أعرب عنه العديد من الشخصيات السياسية في الأيام القليلة الماضية. وقدرنا مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل عقد اجتماع مع المانحين الرئيسيين حيث ابلغهم قلق لبنان الشديد بشأن الأزمة المالية التي تؤثر على الأونروا. نحن نشاطر لبنان القلق بشأن تداعيات وقف خدمات الأونروا على البلد، بالنظر إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها العديد من اللاجئين.”