IMLebanon

“القوات”: احتمالات التقدم مع باسيل معدومة

لم يعد خافيا على أحد أن الاشتباك السياسي العنيف بين “التيار الوطني الحر” والحزب “التقدمي الاشتراكي” تجاوز حرب تناتش الحصص الحكومية إلى الرسائل السياسية وتصفية الحسابات “على حساب” بعض الموظفين الرسميين الذين باتوا يدفعون ثمن ما لا ذنب لهم فيه، باعتراف عدد من المعنيين بهذا الاشتباك.

غير أن أخطر ما في هذا السجال يكمن في أنه لم يتأخر في إثارة المخاوف على ديمومة المصالحة التي أرساها البطريرك الماروني نصرالله صفير بجهود رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل و”القوات اللبنانية” وسواهم.

نظرة تشاؤمية لا تجد طريقها إلى معراب، حيث تؤكد “القوات” أنها الضامن السياسي لاستمرار المصالحة، معتبرةً أن الجولة العنيفة من السجال بين “التيار” و”الاشتراكي” تؤكد أن العونيين ينتهجون سياسة تضعهم في موقع المواجهة مع الجميع، بمن فيهم “القوات”، بما يفسر استحالة الولادة الحكومية حتى اللحظة على رغم مرور أكثر من ثلاثة شهور على تكليف الرئيس سعد الحريري هذه “المهمة المستحيلة”. ومن باب ضرورة فك أسر الحكومة التي صارت أسيرة السجالات ذات الطابع الطائفي، لا تتردد “القوات” في قذف الكرة إلى ملعب رئيس الجمهورية شخصيا، باعتباره “بيّ الكل”، والقادر من موقعه على وضع النقاط على الحروف.

وفي قراءة للمشهد الحكومي المستجد، على وقع تفاقم السجال على خط المختارة – ميرنا الشالوحي، تؤكد مصادر معراب لـ”المركزية” أن “ليس صحيحا أن التوتر بين الحزب “الاشتراكي” و”التيار الوطني الحر” ينعكس على مستوى القواعد الشعبية الدرزية والمسيحية. ذلك أن “القوات اللبنانية” ضمانة هذا الأمر، وهي طرف مسيحي أساسي تمثيلي ووازن نسج علاقة استراتيجية مع الحزب “الاشتراكي” إلى اليوم. وتاليا، فإن الموحدين الدروز يدركون تماما أن الاشتباك مع “التيار” ليس سجالا مع المسيحيين، بل مع طرف سياسي ذي أهداف سلطوية، ولا يمكن أن تطال الضامن لهذه العلاقة ذات البعدين: البعد المرجعي الذي تمثله بكركي، والمرجعية السياسية المتمثلة في “القوات”. وتاليا، مهما حاول “التيار” الذهاب بعيدا في هذا الأمر، تبقى الأمور ثابتة، والعيش المشترك مصانا، ولا خوف في هذا الشأن”.

وتعتبر المصادر نفسها أن “هذا السجال مع “الاشتراكي” يأتي في إطار سياسة عامة، بدليل أن في المرحلة الأخيرة اشتبك “التيار” مع السنة من باب صلاحيات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والجميع يذكرون كيف أن السنة، بمختلف تلاوينهم، تضامنوا مع الرئيس الحريري لأنهم أحسوا بمس بما ينص عليه الدستور في شأنهم، إضافةً إلى الإشكال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري (على خلفية فيديو محمرش الشهير)، واليوم مع الدروز وجزء من المسيحيين. كل هذا يؤكد أن هناك فريقا سياسيا يعاني أزمات مع الجميع”.

وفي ملف الحكومة، تشير أوساط معراب إلى أن “لا جديد في هذا الشأن في انتظار أن يبادر رئيس الجمهورية إلى تحريك أو تقديم بعض الأفكار إن كان في اتجاه “القوات”، أو في اتجاه “الاشتراكي”، لأن الرئيس سعد الحريري قدم صيغته، وهو على تواصل دائم مع معراب والمختارة ويعرف وجهة نظرهما من هذا الملف. لذلك، فعلى الطرف الآخر الإقدام على أخذ المبادرة وطرح الأفكار، وإن لم يكن الوزير باسيل في هذا الوارد، يفترض برئيس الجمهورية أن يبادر لوضع الأمور عند حدها”.

وفي رد على الكلام عن أن موقفا من هذا النوع قد يكون هادفا إلى حشر رئيس الجمهورية بين سندان تأليف بات ملحا، ومطرقة “التيار الوطني الحر” المحسوب عليه، فيما يفترض موقعه أن يكون بعيدا عن هذا النوع من “الزكزكات” السياسية، توضح مصادر “القوات” أن “واقع الأمور يؤكد أن إمكانات التقدم مع باسيل غير موجودة وتاليا، يفترض أن يحسم رئيس الجمهورية شخصيا الأمور لأن لا مصلحة لأحد في المراوحة القائمة راهنا”، لافتا إلى أن “في ما يتعلق بتمثيلنا الحكومي، هناك خيارات عدة: إما أن ننال أربع حقائب من دون وزارة دولة، وإما بتحريك الوزارات الأربع، يمكن أن نقبل بحقيبة دولة إن أعطينا نيابة رئاسة الحكومة، أو وزارة سيادية أو وزارة الطاقة”.