IMLebanon

كيف ينظر “حزب الله” إلى اتفاق إدلب؟

فيما كانت طبول الحرب تقرع على مشارف إدلب بعد فشل قمة طهران، توصلت قمة سوتشي، التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق لإقامة “منطقة منزوعة السلاح” في المحافظة تحت سيطرة روسية – تركية بحلول 15 تشرين الأول. وبذلك يكون الاتفاق جنّب آخر منطقة لخفض التصعيد عملية عسكرية دامية، حشدت لها مختلف القوى، وكاد يضع رعاة آستانا (روسيا-تركيا-إيران) في مواجهة خطيرة لم تسبق أن شهدت الساحة السورية مثيلا لها. الاتفاق الذي لاقى ترحيب كل من دمشق وطهران على رغم عدم تواجدهما على طاولة سوتشي، سيكون له انعكاسه على لبنان، فكيف يقرأ “حزب الله” التسوية التي حصلت وأين موقعه منها؟

مصادر مقربة من “حزب الله” أشارت، عبر “المركزية”، إلى أن “الحزب يحبذ التسوية التي حصلت والتي جنبت المدنيين، الفائزين الأكبر، من الاتفاق معركة دامية”، موضحا أن “العملية العسكرية لم تكن لتتأخر لولا وجود هذه الأعداد الكبيرة من المدنيين”.

وأضافت أن “الحزب يرجح التسويات على العمل العسكري، والأمر ينطبق كذلك على الحكومة السورية وإيران، اللتين رحبتا بالاتفاق”، مشيرةً إلى أن “روسيا لا تفاوض بمعزل عن حليفتها سوريا، ولا نستبعد وجود تفويض إيراني – سوري لموسكو في مفاوضاتها مع تركيا”.

وعن استمرار وجود الحزب في سوريا بعد سقوط آخر معاقل المعارضة، قالت: “مستقبل الحزب مرتبط بقرار القيادة، وجود المقاومة له أسبابه، وعندما تزال هذه الأسباب، ينطلق البحث إلى المواضيع الأخرى”.

وعن انعكاس الاتفاق على لبنان وتشكيل الحكومة، أشارت إلى أن “هناك انعكاسا إيجابيا، فالاتفاق سحب ورقة ضاغطة سياسيا وعسكريا وأمنيا على الحكومة السورية الداعم والحليف للمقاومة، وعندما تسحب هذه الأوراق، لبنان سيرتاح تلقائيا”.

وأضافت: “الحزب لا يقبل أن يربط الوضع الداخلي بالتحولات الإقليمية، ولمن كان ينتظر تحولا إقليميا في المنطقة من بوابة إدلب، نقول له إن “الاتفاق نسف هذا الانتظار”، ومن المنتظر أن يكون هناك انعكاس إيجابي على تشكيل الحكومة في لبنان”.

ولفت إلى أن “هناك نفخا للأحجام الحكومية لا يعكس نتائج الانتخابات، ومطالب غير عقلانية، فعلى رغم تراجع “التيار الوطني الحر” عن مطلب الـ11 وزيرا إلى 10، إلا أن باقي الأفرقاء يرفضون التنازل، لا بل يستأثرون بتمثيل مذاهبهم كما يحصل لدى الدروز والسنة، الأمر الذي يمكن أن يخلق نقمة لدى الناس ويفاقم مخاوفها، كما أنه ينعكس سلبا على صورة لبنان أمام الخارج”، داعيةً إلى “عدم وضع المصالح الخاصة فوق المصالح الوطنية، فنحن أكثر من سهّل التشكيل وارتضينا بـ3 وزراء بينها وزارة واحدة وازنة”.

وعن إمكان توزير شيعي من حصة رئيس الجمهورية مقابل مسيحي من حصة الثنائي، قالت، “لم يعرض علينا شيء من هذا القبيل حتى الآن”.