IMLebanon

نزار زكّا يضرب عن الطعام مرة جديدة

أضرب المعتقل اللبناني في إيران المهندس نزار زكّا عن الطعام مرة جديدة، بعد تعثر الوساطات الرسمية اللبنانية لإطلاق سراحه، وتدهورت حالته الصحية أخيراً إثر «ظروف الاعتقال القاسية» بحسب ما قالت مصادر مطلعة على قضيته لصحيفة «الشرق الأوسط».

وازدادت الآمال خلال الشهر الماضي بقرب الإفراج عنه بعد نحو 3 سنوات على اعتقاله في طهران، في ختام زيارة رسمية قام بها للمشاركة في مؤتمر عن الاتصالات. وقالت المصادر إن السلطات اللبنانية أبلغت عائلته خلال الشهر الماضي بأن هناك «حلحلة» لقضيته، مشيرة إلى أن لبنان تلقى وعوداً إيرانية بالإفراج عنه.

وأشارت المصادر إلى أن الوسيط أحضر للسلطات اللبنانية رسالة «إيجابية» من طهران، مفادها أن «الأمور تسير بالاتجاه الصحيح» وأنها «تتخذ منحى إيجابياً»، من غير الكشف عن تفاصيل التطورات الأخيرة. وقالت: «لم يطرأ أي جديد على الملف منذ إبلاغ المقربين منه بالرسالة التي حملها الوسيط للسلطات اللبنانية قبل نحو شهر».

وكان نزار زكا، وبصفته أمين عام «المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (اجمع)»، وخبيراً عالمياً في مجال المعلوماتية والاتصالات، تلقى دعوة رسمية في شهر أيلول 2015 من قبل نائبة رئيس الجمهورية الإيرانية لشؤون المرأة والأسرة شاهيندوخت ملاوردي، للتحدث في طهران في مؤتمر حول الريادة في الأعمال وفرص العمل، وذلك في المؤتمر الدولي الثاني المتمحور حول دور المرأة في التنمية المستدامة في طهران خلال الفترة من 15 – 18 سبتمبر. وعقب مشاركته في المؤتمر، احتجزته السلطات الإيرانية في 18 من الشهر نفسه وهو في طريقه إلى مطار طهران لمغادرة البلاد، ولا يزال محتجزاً منذ ذلك الوقت.

وتحركت السلطات اللبنانية على خط الوساطة عبر عدة محاولات لم تنجح في الإفراج عنه، كان آخرها في شهر آب الماضي، لكن تلك الآمال الإيجابية «تعرضت لانتكاسة»، بالنظر إلى «التعثر في الإفراج عنه». وقالت المصادر إن هذه التطورات «دفعته لإعلان الإضراب عن الطعام مرة أخرى يوم السبت الماضي»، مشيرة إلى أن تعثر الإفراج عنه «حدث لأسباب لا نعرفها، ولا نعرف ماذا حدث ولماذا لم يطلق سراحه بعد».

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن زكا «موجود حاليا في زنزانة تحت الأرض مع 50 معتقلا، لا يستطيع رؤية الشمس ولا تنشّق الهواء النظيف».

وكانت نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شاهيندوخت مولافردي، أدانت اعتقال المواطن اللبناني نزار زكا، لافتة إلى أن الحكومة الإيرانية «فشلت» في مساعدة زكا، مقرّة بأنها هي مَن وجّهت إليه دعوة شخصية إلى إيران لحضور مؤتمر.

وقالت مولافردي في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» الأسبوع الماضي: «لم توافق الحكومة (على ما حصل مع زكا) بأي حال من الأحوال. لقد بذلنا كل ما في وسعنا لمنع هذا الأمر من الحدوث، لكننا نرى أننا فشلنا في إحداث تأثير كبير». وأضافت: «علمت في وقت لاحق أنه لم يعد إلى بلاده وأنه اعتقل وهو في طريقه إلى المطار، ولا يزال في السجن، وصدر ضده حكم قاسٍ»، في إشارة إلى الحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التجسّس، في محاكمة مغلقة أمام محكمة ثورية.