IMLebanon

صواريخ ورسائل دقيقة (بقلم بسام أبو زيد)

في خانة التهديد والرسائل الواضحة، إندرج الإعلان الإسرائيلي عن مواقع في الضاحية الجنوبية لتطوير “حزب الله” لصواريخ إيرانية، واللافت في الكلام الإسرائيلي الرسالة التي ذهبت أولا لروسيا وهي أن الغارات التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف في سوريا حالت دون تطوير القدرات الصاروخية لـ”حزب الله”، وبالتالي فإنه بحسب المنطق الاسرائيلي فإن هذه الغارات ستستمر حتى مع وجود ال أس 300.

في الرسائل أيضا أن الكشف من قبل الإسرائيلي عن هذه المواقع، أتى بالتزامن مع إعلان مجلس النواب الأميركي المزيد من العقوبات ضد “حزب الله”، ما يعني أن إسرائيل تريد من الأميركيين المزيد من التشدد تجاه الحزب، وتريد في آن معا أن تبرر للأميركيين والروس والأوروبيين أي خطوات يمكن أن تلجأ إليها في لبنان بذريعة وجود الصواريخ، وهي لم تتوان في بيانها العسكري عن الإشارة إلى عمليات نفذتها وستنفذها ضد تطوير ترسانة “حزب الله” الصاروخية.

الإسرائيليون وجهوا أيضا رسالة إلى الإسرائيليين أنفسهم وإلى اللبنانيين، فلا شك أن حديث السيد نصرالله عن صواريخ دقيقة تطال إسرائيل أثار القلق في صفوف الإسرائيليين، وتعالت أصوات تطالب الحكومة بإظهار ما فعلته وما يمكن أن تفعله تجاه هذا الموضوع، فأتى الرد عبر الكشف عن هذه المواقع والقول إنهم يعرفون كل شيء عن مواقع صواريخ “حزب الله” وكيف يعمل على تطويرها، وأنهم على استعداد للتصرف تجاهها في أي لحظة ما قد يعيد المعنويات إلى سكان إسرائيل.

أما الرسالة إلى اللبنانيين فهي تهديد واضح ومباشر للعاصمة بيروت ولبناها التحتية وفي مقدمها المطار، لاسيما وأن الإسرائيليين يعتقدون أن هكذا معلومات وتهديدات قد تثير الرأي العام اللبناني ضد “حزب الله” وقد تزيد من الخلافات السياسية التي تترافق مع تشكيل الحكومة، باعتبار أن هذا الموضوع هو موضوع خلافي بامتياز وقد بدأ يوثر في عملية تشكيل الحكومة الجديدة مع وجود الضغوط الأميركية والسعودية تحديدا لتقليص التعاطي مع الحزب تحت وطأة العقوبات والتدابير تجاه كل من يتعامل معه ليس عسكريا فقط.

إن هذه الرسائل قد تكون مرشحة للتصاعد في الأيام المقبلة، لاسيما وأن “حزب الله” لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما تحاول إسرائيل فرضه، وهو يعتبر أن المعركة ممتدة من طهران إلى بيروت بوجه الإسرائيلي والأميركي، وأن المعركة تجاه العقوبات الأميركية ومحاولات إسرائيل الحد من قدراته عنوانها واضح وهو محاولة إضعافه وإضعاف الجمهورية الإسلامية، وهو أمر لن يسمح به وسيواجهه بكل ما هو متاح.