IMLebanon

مراد: هل “النأي” يعني حصرنا بين البحر والعدو الصهيوني؟

في 12 تشرين الثاني 2011، قرر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بعد بضعة أشهر من اندلاع الاحتجاجات على نظام بشار الأسد، لرفض دمشق آنذاك خطة عربية لتسوية الأزمة، وذلك إلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها وتوفير الحماية للمدنيين السوريين من خلال الاتصال بين المنظمات العربية والدولية المعنية. ودعا الوزراء في قرارهم الجيش السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف ضد المدنيين.

ومنذ أيام، التقى وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم والبحراني خالد بن أحمد آل خليفة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ73 في نيويورك، وأكد الوزير البحراني أن اللقاء “لم يرتّب له وجاء مع تحرّك لاستعادة الدور العربي في الأزمة السورية”. فهل سيمهد هذا اللقاء لعودة سوريا إلى الجامعة العربية؟

النائب عبد الرحيم مراد قال لـ”المركزية”: “كثرت المراهنات سابقا على هزيمة النظام السوري من قبل العديد من الدول وتبين أنها كانت خاطئة، وبالتالي أثبت النظام السوري أنه استطاع أن ينتصر على الإرهاب الذي مورس عليه من كل العالم، وأضحى هناك شبه اعتراف دولي كامل، من الولايات المتحدة الأميركية أولا ومن الدول الأخرى ثانيا، بأن النظام انتصر على المؤامرة، لذلك عاجلا أم آجلا سيعترف الجميع بانتصار سوريا ومنهم الجامعة العربية والتي ستعتذر على ما قامت به، والأمر سيان بالنسبة للأمم المتحدة”.

وعما ستستعيد سوريا دورها عربيا، قال: “الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وصف سوريا بأنها “قلب العروبة النابض”، ولن تكون سوريا إلا إذا كانت وستبقى “قلب العروبة النابض”. ربما ستنشغل سوريا حاليا على الصعيد الداخلي بعملية إعادة الإعمار وإعادة النازحين، ولكن من دون شك ستستعيد دورها على الصعيد العربي كما كانت في السابق”.

وعن حديث المعلم بأن “علاقتنا مع عون قوية ولكنها تغيرت مع بيروت”، علّق مراد: “ليس سرا، الأمر معروف من دون أن يصرح به المعلم، بأن هناك رأيين في بيروت، رأي متعاطف مع النظام السوري ويؤمن ويطبق ما جاء في اتفاق الطائف بأن تكون العلاقات جيدة مع كل الدول العربية ومميزة مع سوريا، ونحن من هذه الفئة. وفي المقابل، رأي آخر، ومنهم الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يقول إنه لن يشكل حكومة إذا كنت ستطبّع مع سوريا. كلمة تطبيع بالمبدأ خطأ، لأن المقصود عودة العلاقات الطبيعية مع سوريا. نحن مخطئون في موقفنا من ناحية اتخاذ قرار النأي بالنفس، هل يعني النأي بالنفس عدم حصولنا على الكهرباء من سوريا، أو عدم إرسال سفير أو عدم الاعتراف بالدولة السورية أو التعاطي معها، ولا يجب أن يمر إنتاجنا الصناعي والزراعي وسياراتنا عبر معبر “نصيب”، ونبقى مسجونين ومحصورين بين العدو الصهيوني والبحر؟ المطلوب أن تعود علاقاتنا طبيعية ومميزة مع سوريا”.