IMLebanon

بعد نيران التشكيل: اجتماعات واتصالات لتعويم التسوية الرئاسية

في وقت يتخوّف البعض من أن يؤدي اختلاف وجهات النظر بين أركان “سيبة” التسوية الرئاسية حول تشكيل الحكومة شكلا وحصصا إلى نسف التسوية الرئاسية، توضح أوساط سياسية مطلعة عبر “المركزية” أن “هذه المخاوف ليست في محلها لأن رئيس الجمهورية ميشال عون لا يزال متمسكا بها، تماما كما طرفها الثاني الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي لا ينفكّ في كل مناسبة واستحقاق يؤكدها، وما بين الإصرار الرئاسي عليها، دعوة قواتية واشتراكية للعودة إليها نصا وروحا وممارسة، لأن لا حل بتشكيل الحكومة من خلال الالتزام بمندرجاتها”.

ومع أن التسوية تعرّضت لهزّات قوية خلال الانتخابات نتيجة تصارع أركانها ورفضهم قيام تحالفات سياسية في أكثر من دائرة، ما ترك ندوبا في جسمها انعكس توترا في العلاقات بين القوى المؤيدة والداعمة للعهد يُترجم الآن في الصراع على تشكيل الحكومة، كمّا ونوعا، كما خلّفت مضاعفات باتت تهدد المصالحة المسيحية التي اعتبرت من أهم إنجازاتها وأنتجت تفاهما سياسيا بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” سُميّ “بتفاهم معراب”، أكدت أوساط سياسية شاركت في “هندسة” التسوية أن “لا بد من العودة إليها وتعويمها وتحصينها، خصوصا في هذه المرحلة والتشدد في اعتماد والتزام لبنان سياسة النأي بالنفس و”إعلان بعبدا” لتحييده عن الصراعات في ظل الكباش الدولي-الإقليمي في المنطقة على حياكة خيوط التسويات ووضع الحلول وتقاسم “جبنة” النفوذ”.

وترميما لـ”جدران” الدعم للتسوية، أشارت الأوساط إلى “اجتماعات واتصالات بعيدة من الأضواء بين مهندسيها محليا وخارجيا لتعويمها، فضلا عن دعوة الأفرقاء إلى التقييد بها لأنها خشبة الخلاص في هذه المرحلة”، جازمةً في السياق أن “لا حكومة إلا وفق مندرجات التسوية ومنطوقها وروحها وأبعاد فلسفتها”.

ويأتي في هذا المجال كلام عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي منذ أيام حين قال: “نعتقد أن كما حلّت مشكلة شغور موقع رئاسة الجمهورية من قبل، تحل مشكلة تعطيل تشكيل الحكومة الآن”. فهذا الموقف بحسب الأوساط تأكيد أن التسوية الرئاسية التي أسقطت الاصطفافات السياسية التقليدية التي قسّمت البلد منذ العام 2005 بين “8 و14” اذار، بعد موافقة “حزب الله” على عودة الرئيس الحريري إلى السراي بعدما كان يعلن رفض عودته في مقابل وصول عون إلى بعبدا، ستنسحب مفاعيلها على تشكيل الحكومة، بحيث يُلاقي أطرافها بعضهم البعض في نصف الطريق، فلا تكون الغلبة لفريق معيّن على حساب آخر ولا تكون “عصمة” تعطيلها بيد طرف محدد من خلال حصوله على ما بات يُعرف بالثلت المعطّل (11 وزيرا).

وعلى رغم الصراع السياسي المُستفحل على جبهتي طرفي التسوية “التيار” و”القوات” والذي غالبا ما يتّخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة “قتال” دفعت برئيس “القوات” سمير جعجع إلى اصدار بيان يدعو فيه مناصريه الى التهدئة وعدم الردّ، إلا أن نيرانه لن تُصيب التسوية، تؤكد الأوساط السياسية، “لأن التسوية قرار دولي عنوانه العريض حماية الاستقرار ومنع الانزلاق إلى الهاوية”.