IMLebanon

اتصالات الظلّ تثبّت حكومة الوحدة!

في الظاهر، الاتصالات لإخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة غابت عن الساحة السياسية في الساعات الماضية، واقتصرت على اجتماعات عقدت الاسبوع المنصرم في بيت الوسط بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وبين الاول وموفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وائل أبو فاعور، وفي معراب، جمع النائب اكرم شهيب مرسلا ايضا من سيّد المختارة الى الدكتور جعجع. لكن وراء الكواليس، تنشط حركة اتصالات بين الافرقاء المعنيين بالتأليف، على خطوط بعبدا وبيت الوسط وعين التينة وكليمنصو ومعراب وبنشعي، تدور بعيدا من الاضواء لتفادي “حرقها”، وقد حققت، وفق ما تكشف مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، تقدّما ولو جزئيا، نحو التركيبة المنتظرة.

المصادر توضح ان المشاورات الجارية أعادت في الواقع، تصويب البوصلة، وركّزت جملةَ ثوابت في “أرض” التأليف، أبرزُها ان الحكومة المنتظرة ستكون حكومة وحدة وطنية لا حكومة أكثرية أو أمر واقع او تكنوقراط، أو ما عداها من صيغ تم اقتراحها في الايام الماضية. فالرئيس المكلف، وفق المصادر، يريد اشراك الجميع في المسؤولية، وفي تحدي انقاذ لبنان من التخبط الاقتصادي الخانق واطلاق ورشة النهوض بالبلاد، في ضوء مقررات مؤتمر “سيدر”، وقطع الطريق قدر المستطاع، على اي مزايدات اوفيتوات او انتقادات في هذا الشأن…

واذا كانت حكومة الوحدة ضرورية ايضا في نظر بيت الوسط الذي لا يتحمّل وجود مجلس وزراء يغلب عليه لون 8 آذار وتقف خارجه القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، فإن التركيبة “الجامعة” هي في الواقع، حاجة ايضا لحزب الله الذي يتمسك بها، كونها الأفضل لتأمين “حضن” و”غطاء” شرعيين له يقيانه شرّ الاستهداف الاميركي والدولي المتزايد. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يرفع منذ لحظة تكليف الحريري، شعار حكومة “الوحدة”، ويدرك ضروراتها نظرا الى التطورات المحلية والاقليمية والدولية.

وتحت هذا السقف، يحاول الرئيس الحريري، بحسب المصادر، معرفة ما اذا كان “القوات” و”الاشتراكي”، في وارد تقديم تنازلات اضافية ولو بسيطة، وهو يستكمل ايضا هذه المحادثات مع التيار الوطني الحر وتيار المردة. فمتى اكتملت الصورة عنده، توجّه الى قصر بعبدا للتشاور في الصيغة المنتظرة مع الرئيس عون.

وفي وقت تشير الى ان بات واضحا ان المستقبل والقوات والتقدمي، رصت الصفوف، فإما تدخل معا الى الحكومة أو لا، ويبدو ان حركة امل والمردة انضما اليهما في هذا الموقف، تقول المصادر ان هذه المعادلة الوازنة، معطوفة على التحديات التي تفرض نفسها منها الاقتصادي وايضا الامني في ضوء التهديدات الاسرائيلية الاخيرة غير المباشرة للبنان من خلال زعم تل ابيب وجود مصانع اسلحة وصواريخ لحزب الله قرب مرافق حيوية لبنانية، من المرجّح ان تفعل فعلها في المشهد التأليفي المقفل.

ومن غير المستبعد، وفق المصادر، ان تتبلور بوادر حلحلة هذا الاسبوع، بحيث يقدم الاطراف كلّهم على وضع بعض المياه في نبيذ مطالبهم وشروطهم، نظرا الى الاخطار المستجدة الآنفة الذكر. أما خلاف ذلك، فيعني ان المراوحة السلبية مستمرة وستتوالى فصولا لمدة يصعب التكهن بها، وربما استمرّت الى ما بعد ظهور ملامح التسوية الكبرى لنزاعات المنطقة من سوريا الى العراق واليمن…