IMLebanon

«ضوّي عالغلط»… للتخلّص من تعنيف الأطفال

كتبت تاليا القاعي في صحيفة “الجمهورية”:

يُعرف الطفل ببرائته ورقّته، وهذا ما يجعله عرضة للكثير من المشكلات سواء من محيطه المباشر أو غير المباشر. موضوع العنف هو الأكثر شيوعاً في عالمنا اليوم، خصوصاً لدى الأطفال إذ ترتفع نسبة المعنّفبن منهم بين السنة والأخرى، نظراً الى اختلاف أنواع العنف.

نظراً لأهمية موضوع العنف لدى الاطفال، أطلقت جمعية «حماية» حملة «ضوّي عالغلط» في مؤتمر الخميس الفائت وتحدّثت المديرة التنفيذية للجمعية لما يزبك عن الأصداء الجيدة والحضور اللافت خلال المؤتمر، وقالت لـ»الجمهورية» إنّ «الأفكار الرئيسة التي نهدف الى ايصالها من خلال هذه الحملة، هي توجيه رسالة مباشرة إلى كلّ فرد موجود في المجتمع أن يبلّغ عن أيّ حالة من العنف تواجه ايّ طفل، سواء كان على معرفة أو صلة به أو لا، سواء للجمعية أو لوزارة الشؤون الإجتماعية أو ايّ طرف معني في هذا الموضوع».

وعن دور الجمعية بعد التبليغ، لفتت إلى أنّ «الجمعية تلجأ بعد تبليغها عن أيّ حالة من العنف، إلى إرسال فريق اختصاصي من قبلها، للتحقيق الاجتماعي بهذه الحالة، من أجل التأكّد منها، والتأكّد من أنّ الطفل فعلاً يتعرّض للعنف، ومعرفة درجة الخطورة، ويتم ّعندها وضع تقييم من قبل المساعدين والاختصاصيين النفسيين، من اجل استراتيجية عمل تكون بدورها إما حال طوارئ يكون فيها الطفل يتعرّض الى خطر كبير والمعنّف هو من محيطه المباشر، بالتالي يلجأ الى القضاء في هذه الحال، إمّا يكون الطفل كبيراً في العمر وهناك إمكانية تجاوب من قبل محيطه، عندها توضع استراتيجية تدخّل اجتماعية للعمل مع الطفل وعائلته. بالتالي تهدف الجمعية ليس الى أخذ الطفل من عائلته لا بل إبقاء الطفل معها، وأن تكون الجمعية بدورها ضمن اطار هذه العائلة».

دور المجتمع
دور المجتمع أساسي ومهم في هذا الموضوع كونه قادراً على مساعدة كلّ طفل يتعرّض للعنف من خلال عملية التبليغ. يصل معدَّل التبليغ في السنة بين الـ200-300 حالة وهذا مؤشّر جيد بحسب يزبك، «كون ثمّة أشخاص يجدون أنفسهم معنيّين. ولكن على رغم ذلك، لا يزال هذا الرقم غير كاف وقليلاً، نسبة لعدد الحالات المرتفع الموجود».

وتابعت: «أما اليوم فمع بداية العام الدراسي نتواصل مع العديد من المدارس بهدف تنظيم نشاطات في هذا الاطار سوياً، ولكن ما زلنا نواجه الرفض من بعضها، وذلك ليس لوجود نشاطات أخرى لديهم، لا بل يكون جوابهم «ليس هناك أيّ حالات من العنف لدى أطفالنا وطلّابنا»، في حين أنّ تعاوننا مع المدارس ليس بهدف برهنة أنّ المدرسة تعنّف الأطفال، لا بل تعاوننا يهدف الى الوصول للأولاد الذين

يتعرّضون الى العنف ومعرفة هوية المعنف».

مضيفة: «يتم الوصول الى الأولاد بنسبة مرتفعة من خلال فريق العمل الذي يعمد الى نشر التوعية في المدارس، وهو بدوره مدرَّب على رؤية علامات وعوارض العنف لدى الاطفال، كما انه مخوّل إحالة هذه الحالات الى فريق العمل الموجود في برنامج التدخّل الاجتماعي والنفسي». لذلك، طلبت يزبك «من جميع المدارس والحاضنات الموجودة في لبنان، أن تتعاون مع الجمعية بشكل أكبر».

أما من ناحية الإحصاءات، فقد غابت عن هذه القضية لعشر سنوات اليوم، إذ أجري آخر إحصاء عام 2008 على صعيد لبنان، ومنذ ذلك الوقت لم يحصل أيّ إحصاء على صعيد واسع كهذا، رغم إجراء بعض الدراسات ولكنها كانت على نطاق محدود ودقيق. استندت يزبك الى إحصاءات 2008، وأشارت الى أنّ كل «1 من أصل 6 اطفال يتعرّض الى العنف الجنسي و1 من اصل 4 اطفال يتعرّض الى أحد أنواع العنف، وهذه الارقام هائلة مقارنة بالتوعية والنشاطات التي تقام في هذا الاطار».

يُبلّغ عن حالات من مختلف الاعمار، اذ جميع الاعمار يطالها العنف، ولكن وبحسب الإحصاءات فإنها تختلف من سنة الى اخرى، وهناك فئتان من الاعمار ترتفع فيهما النسب من سنة الى أخرى، حدّدتها يزبك «الفئة الأولى في فترة المراهقة بين 12-15 سنة، سواءٌ من خلال إجبار الطفل على العمل دون الذهاب الى المدرسة، او تعرّض الفتاة الى نوع من التحرش، أي انواع مختلفة من العنف عن تلك التي يتعرّضون اليها في صغرهم. أما الفئة الثانية فهي بين الـ5 و 8 سنوات».

ختمت يزبك قائلةً «مع إطلاق حملة «ضوّي عالغلط» هناك فيديو نشر على كافة مواقع التواصل الاجتماعي للجمعية، نتمنّى على الناس مشاركته مع محيطها، لوصول هذه الفكرة والقضية الى اكبر عدد من ممكن من الناس».