IMLebanon

لهذه الأسباب “حزب الله” لن يفتح حربا مع إسرائيل

صحيح ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رفع لهجته في وجه اسرائيل خلال خطابه الاخير في ذكرى عاشوراء، قائلا “في موضوع الصواريخ الدقيقة ومحاولات (الاسرائيلي) في سوريا لقطع الطريق على هذه القدرة وعلى هذه الإمكانية.. أقول له مهما فعلت في قطع الطريق لقد انتهى الأمر وتم الأمر وأنجز الأمر وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانيات التسليحية ما إذا فرضت إسرائيل على لبنان حربا ستواجه إسرائيل مصيرا وواقعا لم تتوقعه في يوم من الأيام”، متوجها الى الحكومة العبرية بالقول “أنتم تعرفون أن حزب الله أصبح أقوى اذا ما فرضت إسرائيل حرباً على لبنان ستواجه ما لم تتوقعه، والجيش الإسرائيلي الذي كان يهدد باجتياح بيروت لم يعد موجودا”… لكن ما يُقرأ بوضوح في كلامه ان “الحزب” لن يكون المبادر الى فتح اي مواجهة مع تل ابيب ولن يتصرّف الا من باب ردّ الفعل.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن أكثر من اعتبار يحول دون إقدام الضاحية على تسخين الجبهة الجنوبية، حاليا. أوّلها، العقوبات الاميركية المفروضة عليه، وعلى ايران أكبر مموّلة له، والآخذة في التوسع والتي تجعل وضعه المالي دقيقا وحرجا، وإن هو حاول إخفاء هذا الواقع… فكيف يخوض حربا وهو في ضائقة مادية شديدة؟

السبب الثاني يتمثل في رفض الرأي العام اللبناني عموما الدخول في مواجهات مكلفة، البلاد في غنى عنها اليوم فيما الاقتصاد ينازع، كما ان البيئة الشيعية في شكل خاص، لا تبدو مستعدة لمغامرة من هذا النوع ولا لتداعياتها بشريا وحياتيا واقتصاديا.

ووفق المصادر، الحزب يدرك جيدا ان “حاضنته” بدأت تتململ من أثمان الحرب السورية التي حصدت ارواح المئات من الشبان، وبالتالي لن يكون الترويج لمواجهة مع اسرائيل في هذا التوقيت بالذات، مهمة سهلة على قيادة الحزب. والحال، أن “الضاحية” قد تكون اليوم الاكثر استعجالا لقيام حكومة، وهي تتطلع الى الحصول على حقائب وازنة فيها والى استحداث وزارات جديدة، منها وزارة التخطيط، وعينُه على استثمارها في مشاريع وبرامج تنعش بيئته وتمدّها بجرعة اوكسيجين تعيد اليها الروح بعد ان أنهكتها الحرب السورية وانهماك الحزب فيها وانشغاله عن همومهم.

المصادر تقول ان تل ابيب تستفيد من هذه الاعتبارات لتكثيف التصويب على “الحزب” وتأليب الرأي العام الدولي أكثر عليه، وفي هذه الخانة تصب “عراضات” رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة والحملات التي يقوم بها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي. الا ان الجدير ذكره في السياق، ان الكيان العبري بدوره، عاجز عن الدخول في مواجهة مع حزب الله، لأسباب “شعبية” – داخلية، واقليمية ودولية خارجية، أهمّها رفض المجتمع الدولي بأسره تعكير استقرار لبنان وإذكاء نيران التوتر في المنطقة ككل، فيما الجهود تبذل لايجاد تسويات للنزاعات التي تعصف بها اليوم.

وانطلاقا من كل ما تقدّم، تتابع المصادر، يمكن القول ان التصعيد المتبادل بين تل ابيب والحزب، نظري، لا أكثر، ولن يجد اي ترجمة على الارض، الا اذا تبدّلت المعطيات واحتاج احد محاور الصراع الاقليمي- الدولي الى لعب ورقة الميدان الجنوبي لقلب موازين القوى لصالحه…