IMLebanon

ساعدي طفلك في إنطلاق أسبوعه الدراسي الأول

كتبت ماري الأشقر في “الجمهورية”:

حلَّ العامُ الدراسي بعد عطلة طويلة، ولكن تبدأ التحضيرات قبل أسابيع من حلوله، خصوصاً إذا كان الطفل في عامه الأول.

انتهت العطلة الصيفية وحلّ العام الدراسي جالباً معه للأم الراحة من جهة والتوتّر من جهة أخرى، خصوصاً مع ذهاب طفلها للمرة الاولى الى المدرسة. إنّ الطفل الذي سبق وارتاد المدرسة في سنوات سابقة لم يعد يمثّل أيَّ مشكلة لدى أهله أو والدته على الأخص، لا بل الطفل الذي يدخل في عامه الأول، يحمّل الأهل الكثير من المسؤولية ويشعرهم بالخوف، حيال قدرته على التأقلم في هذا الجوّ الجديد بالنسبة اليه. يتطلّب دخول الطفل الكثير من التحضير والمسؤولية، وليس فقط خلال فترة ما قبل عامه الدراسي الأول، إذ إنّ الطفل الذي اعتاد على الخروج ورؤية وجوه مختلفة عن وجهَي والديه، لن يعاني من مشكلة الذهاب الى المدرسة، ولن يكون تأثير هذا الموضوع بالغاً عليه.

أمّا المشكلة الحقيقية فتكون عبر الطرق التربوية الخاطئة من بعض الأسَر التي تعتمد على عزل الطفل عن المجتمع وأن تنطوي تربيتُه على القسوة الشديدة أو التدليل الشديد، فكلاهما يؤدّي الى خلق طفل انعزالي مرتبط بأمه أكثر من اللازم.

وحينما يحين وقت ذهابه الى المدرسة تصبح مشكلة كبرى ويتحوّل الشهر الاول من حياته الدراسية الى شهر عاصف جداً، فهو يرفض المدرسة ويكره الذهاب اليها ويرفض التأقلم مع زملائه وكأنها مرحلة خصام. من هنا يأتي دورُ الأم حيث يجب عليها أن تمهّد له قبل بدء الدراسة بفترة وتحبّبه في المدرسة ولا مانع من اصطحابه الى المدرسة قبل الدراسة ليولد الشعور بالودّ بينه وبين المدرّسات.

كذلك من المهم أن تشجّع الأم طفلها على المشاركة في الرحلات المدرسية حتى يتعوّد بدوره على الخروج من عالمه الضيّق الى اكثر سعة ويجعله اكثر قدرة على التعامل مع المجتمع. وفي حال كان الطفل انطوائياً أو خجولاً فتشجّعيه على الأنشطة المدرسية والرحلات ما يساعده على أن يصبح شخصاً إجتماعياً.

كما تُحذّر الام من نقل مخاوفها الى طفلها، فالأم التي تفارق طفلها للمرة الأولى تكون خائفةً عليه وإذا نقلت هذا الخوف اليه سوف يؤدّي ذلك الى نفوره التام من المدرسة.

وفي حال كان للطفل أشقاء يكبرونه سنّاً وقد سبق أن ارتادوا المدرسة، فلن تكون هناك مشكلة لأنه يكون قد سبق أن رأى أشقاءه وبات الموضوع أسهل وأكثر تقبّلاً له.

أما بالنسبة الى الأطفال الذي يعودون الى المدرسة بعد فترة انقطاع واسترخاء، فإنّ التأقلم مع المدرسة ونظامها سوف يأخذ وقتاً قصيراً ولا يمثل أيَّ مشكلة.

نصائح ومشكلات

من ناحية أخرى يفتتح الطفل عامه الدراسي مع «شنطة المدرسة» حيث أصبحت هذه «الشنطة» بمثابة قنبلة على ظهوره الصغار لما تسبّبه من تشوّهات لعظام الطفل في مرحلة مبكرة من عمره وحياته. في السياق نفسه أجريت دراسات عن تلامذة مدارس في الولايات المتحدة الأميركية أكدت فيها وجود إصابات في عظام الأطفال تراوح بين 20-32 في المئة، بسبب تحمّل الأطفال لأثقال الكتب وعدم التزام المدارس بوضع جدول حصص قبل بدء العام الدراسي، لذلك يطالب بتشديد الرقابة على تنفيذ هذا الأمر لأنّ نتائجه ستكون وخيمة على شباب المستقبل.

وفيما يخصّ الصحة الغذائية لدى الطفل، ينصح خبراءُ التغذية بعدم التنازل عن وجبة الفطور قبل الذهاب الى المدرسة إذ تساعده على التركيز وتُشعره بالحيوية مع بداية العام الدراسي. كما أنّ وجبة المدرسة أيضاً أساسيّة ومهمة للطفل أثناء الفسحة.