IMLebanon

بعد النصائح… فرنسا تدخل بقوّة على خط التشكيل

كلام بالسياسة وآخر بالاقتصاد سيسمعه المسؤولون اللبنانيون من فرنسا في محطتين مترابطتين من حيث الهدف ولو انهما تختلفان في المكان والزمان، انطلاقاً من حرصها على “بلد الارز” الذي تربطها به علاقة تاريخية تمتد لسنوات عدة.

الاهم في الكلام الفرنسي ذاك المتعلّق بالسياسة، ويُدلي به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اللقاء الذي يجمعه برئيس الجمهورية ميشال عون على هامش القمة الفرنكوفونية التي تبدأ اعمالها الأربعاء في العاصمة الارمنية يريفان، والتي يغادر اليها عون على رأس وفد رسمي ويعود الى بيروت الجمعة.

وفي السياق، تقول اوساط دبلوماسية قريبة من الاليزيه لـ”المركزية” ان “تشكيل الحكومة سيكون الطبق الاساسي على طاولة الرئيسين. وان الموقف الفرنسي في هذا المجال سيتحوّل من “النصيحة” الاخوية والقلق من مخاطر تأخير التشكيل، الى الاستعداد للتدخّل المباشر من اجل ازالة العراقيل التي تحول حتى الان دون ولادة الحكومة”.

وتلفت الاوساط الى ان “ماكرون يريد ابلاغ عون مباشرةً وليس الرئيس المكلّف سعد الحريري بتحوّل الموقف الفرنسي، لأنه يعتبر ان تأخير تشكيل الحكومة يضرب مصداقية الاليزيه، خصوصاً بالنسبة للدول التي شاركت في مؤتمر “سيدر” بناءً على دعوته وقدّمت مساعدات للبنان بعدما وعدها ماكرون بأن بيروت ستلتزم بما تقرر في المؤتمر من خلال تشكيل حكومة فور انجاز الاستحقاق الانتخابي في ايار الفائت”.

اما لماذا تريد باريس ابلاغ عون وليس الحريري بتحوّل الموقف الفرنسي، فتوضح اوساط الاليزيه ان “بالنسبة لفرنسا فإن الكلام مع الرئيس المكلّف مفتوح وهي على تواصل دائم معه، الا انها تريد من خلال لقاء الرئيس ماكرون وعون توضيح الاتي: لطالما وقفنا الى جانبكم وكنّا الصديق الذي يعرض خدماته ويُقدّم النصائح لحلّ ازماتكم، ونحن مستعدون لتقديم اكثر من ذلك. نحن مستعدون للتدخّل مباشرةً لحل ازمة التشكيل، وإذا كنتم تعتقدون ان هناك تدخّلاً خارجياً يمنع ولادة الحكومة فنحن جاهزون للدخول على خط المعالجة”، علماً ان الاوساط نفسها تشير في هذا السياق الى ان “فرنسا تستبعد وجود تدخلات خارجية في “طبخة” تشكيل الحكومة، وان العُقد داخلية بحتة”، وبرأيها ان “اللبنانيين اذا ارادوا فعلاً تشكيل الحكومة فلا قوّة خارجية ستمنع ذلك”.

وتلفت الاوساط الى ان “الرئيس ماكرون “المُحرج” امام اصدقائه الغربيين والاقليميين من تأخّر انطلاق تطبيق البرنامج الاصلاحي لمؤتر “سيدر” الذي التزم به لبنان، كَونه كان الراعي للمؤتمر، سيطلب من الرئيس عون بذل كل ممكن لتسهيل ولادة الحكومة، باعتبار ان تطبيق الاصلاحات مُرتبط مباشرة بوجود حكومة اصيلة وليس حكومة تصريف اعمال، وعدم استنزاف الوقت في تحديد شكل الحكومة وتقسيم الحقائب كمّاً ونوعاً، او “استحداث” وزارات جديدة تحت عناوين متنوعة، في وقت يتآكل العجز ميزانية الدولة”.

اما الكلام الاقتصادي فسيتلوه موفد الرئيس الفرنسي السفير بيار دوكان المكلّف متابعة ملف مؤتمر “سيدر” المتوقّع ان يصل إلى بيروت الاربعاء في مهمة “تقنية” يلتقي خلالها الرئيس المكلّف سعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومنسق البرنامج الاستثماري الوطني الذي اقر في “سيدر” نديم المنلا، ثم مجلس الإنماء والإعمار.

وتأتي زيارة دوكان بعدما اقرّ مجلس النواب في جلسته التشريعية الاخيرة تحت خانة “تشريع الضرورة” رزمة قوانين وإصلاحات التزم بها لبنان في مؤتمر “سيدر” والتي اعتبرها المجتمع الدولي شروطاً اساسية لنيل المساعدات. وسيبحث مع من يلتقيهم في تشكيل لجنة المتابعة التي تقررت في المؤتمر الذي عُقد في نيسان الفائت، والتي ستضمّ فرنسا وعدداً من الدول لمراقبة تنفيذ الإصلاحات والاستثمارات التي تقررت.