IMLebanon

“المردة” ردًا على باسيل: نتمسك بـ”الأشغال” ولن نخضع للابتزاز

“هبّة باردة هبّة ساخنة”، عبارة تختصر وضع الحكومة التي كلما لاحت بوادر إيجابية بشأن ولادتها، لا تلبث أن تتبدد بفعل المواقف المتصلبة التي تخرج إلى العلن عند كل تقدّم يحرزه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في مفاوضاته مع الكتل السياسية.

فبعد جو التفاؤل الذي عمّمه بإعلانه ولادة الحكومة خلال عشرة أيام، سقطت المهلة، ومعها الاقتراحات التي رافقتها، فرفضت “القوات” تحجيمها بحصر تمثيلها بحقائب عادية ونائب رئيس حكومة (من دون حقيبة)، وعاد واندلع السجال بين “الاشتراكي” و”الديمقراطي” حول الوزير الدرزي الثالث، وعلى خط “المردة” كان لافتا إصرار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على الحصول على وزارة الإشغال ومعها الطاقة، بعد أن كانت شبه محسومة لبنشعي بدعم من “حزب الله”، فقال: “نريد وزارة الأشغال إلى جانب وزارة الطاقة… وإلا طمئنونا بأن يستلمها من يرسم الخطط وينفذها لا من يستعملها للزفت الانتخابي”.

مصادر مقرّبة من بنشعي أكدت، لـ”المركزية”، “أننا متمسكون بـ”الأشغال” ونرفض أن نخضع لابتزاز أحد”، مضيفةً “أننا بتنا في مرحلة متقدمة من التفاوض والوزير باسيل يضع أوراقه كافة على الطاولة في محاولة لرفع سقف مكاسبه، التي لن تكون على حسابنا”.

وقالت: “حلفاؤنا وعدونا بـ”الأشغال”، ونحن متمسكون بها حتى إشعار آخر، وأي عرض بديل يجب أن يكون محصورًا بـ”الطاقة” أو “الاتصالات” ولن نقبل بأقل من ذلك”، مضيفةً أن “مطالبنا في عهدة الرئيس الحريري الذي نتواصل معه بشكل دائم، والمفاوضات وصلت إلى مرحلة متقدمة وعند حصول أي عرض جديد ينسجم مع طروحاتنا، سنختار الأنسب بدعم من حلفائنا”.

وعن الشخصية التي ستتولى الحقيبة، قالت: “الاسم لن يشكّل عائقًا، فقد تسند الحقيبة إلى أي شخصية من “التكتل الوطني” قد يكون من “المردة”، أو رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي أو النائب جهاد الصمد، القرار متروك لما سترسو عليه المفاوضات النهائية”.

وعن الكلام بأن “الأشغال قد تؤول إلى “حزب الله” مقابل حصول “المردة” على الصحة”، أكدت أن “الصحة ليست من ضمن مطالبنا وقد حسمت أصلًا بحدود 95% لمصلحة الحزب”. وبالنسبة لطرح الوزير باسيل عن استعداد “التيار” لعدم الدخول إلى الحكومة والانتقال الى ضفة المعارضة تسهيلًا للتشكيل، اعتبرت أن “كلامه من باب المناورة السياسية لا أكثر”، مؤكدةً أن “المردة” لن يكون خارج الحكومة “ولا بشكل من الأشكال”.

وتعليقًا على كلام باسيل بأن “إذا كان سليمان فرنجية قادرًا على مسامحة من قتل عائلته سيكون قادرًا أن يسامح من يعتبر أنه أخذ الرئاسة من دربه”، أكدت أن “هذا موضوع يخصنا ولا علاقة لباسيل به”، معتبرةً أن “لا شك بأن المصالحة بين “المردة” و”القوات” لن تكون “سمنة وعسل” على قلب رئيس التيار”.

وإذ لم تنكر أن المصالحة بالأساس ضد الوزير باسيل، أشارت المصادر إلى أن “هناك موازين قوى على الساحة المسيحية، سينتج عنها حلف جديد، أطرافه الأساسيون “القوات” و”المردة”، وقد يضم أطرافًا آخرين في المستقبل”، لافتةً إلى أن “المصالحة حصلت منذ زمن وتخطيناها، والآن نعمل على تشكيل حلف يضم لاعبين أساسيين على الساحة اللبنانية”، مشيرةً إلى أن “أحدًا لم يعد قادرًا على تجاوز حيثية هؤلاء”.

وعن موعد اللقاء المنتظر بين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، قالت إن “اللقاء سيتأخر إلى ما بعد تشكيل الحكومة، وسيكون برعاية بكركي، أما المكان فلم يحدد بعد”.