IMLebanon

مئوية الحرب الأولى في باريس: هل تشهد لقاءً بين ترامب وبوتين؟

دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أكثر من 80 رئيس دولة او حكومة وممثلين عن منظمات دولية الى حضور احتفالات 11 تشرين الثاني في فرنسا احياء للذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الاولى. وهي ستقام في “جادة النصر” في باريس وسيتخللها “منتدى باريس حول السلام”، بحسب قصر الاليزيه.

وعلى أهمية المناسبة، تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان العيون ستكون شاخصة الى مستوى الحضور والى ما يمكن ان تشهده من مشاورات “جانبية” بين زعماء العالم، وأبرزهم الرئيسان الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.

وفي السياق، أعلن المستشار في الكرملين يوري اوشاكوف أن بوتين سيتوجه إلى باريس في 11 تشرين الثاني المقبل، للمشاركة في احياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب الاولى. وقال اوشاكوف إن بوتين “سيشارك في الاحتفالات في جادة الشانزيليزيه ثم في غداء عمل يقيمه الرئيس ماكرون، وسيضع لاحقا إكليلا من الزهر على نصب الجنود الروس في العاصمة والذي دشّنه بوتين شخصيا قبل سنوات”. وأوضح “في الوقت الراهن، مسألة المحادثات (بين بوتين وترامب) ليست موضع بحث”، أكان في باريس أو في شكل عام.

واذ ترجح ان يحضر “سيّد البيت الابيض” بدوره المناسبة، تقول المصادر ان التعويل كبير على انعقاد اجتماع بين الزعيمين الدوليين، كونه أكثر من ضروري. فمنذ آخر اجتماع بينهما في هلسنكي في تموز الماضي، والذي خصص لبحث الوضع السوري، وقد انتهى الى خريطة طريق مشتركة لمقاربته، العلاقة بين الجبارين آخذة في التراجع، معرقلة تقدم قطار التسوية السورية.

ففيما أوكل ترامب الى بوتين مهمة الاشراف على خروج القوات الايرانية او المدعومة من ايران، من الجنوب السوري اولا ومن سوريا ككل في مرحلة ثانية، لم تسر الرياح “الميدانية” على ما كانت تشتهيه سفن واشنطن، تقول المصادر.

فالانسحاب الايراني لم يحصل، علما ان تحقيق هذا الخروج يشكل اولوية لدى الادارة الاميركية كجزء من سياستها الاوسع لتطويق الجمهورية ونفوذها في المنطقة، عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية. وعند هذا الاخفاق، توقف اتفاق هلسنكي: فلم تعد الولايات المتحدة تبدي اي تجاوب مع الطروحات الروسية سورياً، أكان على خط اعادة الاعمار وتمويلها او على صعيد المبادرة الروسية لإعادة النازحين الى ديارهم.

هذه المراوحة السلبية، تضيف المصادر، تستدعي لقاء جديدا بين ترامب وبوتين لاعادة وضع النقاط على تفاهم هلسنكي وإنعاشه، والا فإن التخبط الميداني والسياسي سيكون مرشحا لتمديد اضافي في سوريا، وقد ينعكس عودة للتصعيد على الارض. وبحسب المصادر، فإن بوتين لا زال “يعاند” واشنطن منتظرا منها تنازلات في ملف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وفي ملف شبه جزيرة القرم، غير ان ترامب لا يبدو في وارد التنازل في هذه القضايا. فهل يعني ذلك ان التعاون بين الجبارين سيبقى معلقا وان لا تسوية للنزاعات الاقليمية والدولية كلّها في المدى المنظور؟