IMLebanon

التيار”: لا علاقة مع بنشعي وليُسأل رئيس “المردة” عن السبب”!

على وقع نسمة التفاؤل التي لفحت فجأة مسار تأليف الحكومة المنتظرة قريبا، علق البعض آمالا كبيرة على احتمالات تصاعد أول غيث الدخان الأبيض “الحكومي” من سنتر ميرنا الشالوحي، الذي يتخذه التيار الوطني الحر مقرا له، بفعل لقاء رئيس التيار الوزير جبران باسيل، ووزير الاعلام، بوصفه مبعوث القوات اللبنانية، في حضور النائب ابراهيم كنعان.  غير أن رياح الاجتماع جرت بما لا تشتهي سفن المتفائلين حكوميا، بدليل أن المشاركين في اللقاء أبدوا حرصا شديدا على ما يمكن اعتباره تصويب بوصلة الاجتماع، وما تمخض عنه، وهو ما أشارت إليه بوضوح كلمتا كنعان ووزير الاعلام، بعد اللقاء (وهو الأول من نوعه منذ 3 تموز الفائت)، حيث أكدا التمسك بالمصالحة المسيحية التي أرساها تفاهم معراب، بغض النظر عن الإختلاف السياسي الذي لا يجوز أن يتحول خلافا يشهده الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي.

وإذا كانت هذه الصورة تتيح القول إن اللقاء الثلاثي خطوة أولى في اتجاه إعادة ضخ الحياة في عروق اتفاق معراب، بعدما أصابت فيه المفاوضات الحكومية المضنية مقتلا، فإن الاقدام على خطوة من هذا النوع في هذا التوقيت السياسي و”الحكومي” اللافت تعطيها بعدا سياسيا مهما، ذلك أن قرار تفعيل الاتفاق وإعادة العمل بالثنائية المسيحية يأتي في وقت بلغت الاستعدادات للقاء يجمع رئيس حزب القوات سمير جعجع برئيس تيار المردة سليمان فرنجية مراحلها النهائية، بهدف طي صفحة الخصومة الدموية بين الطرفين، ما يدفع البعض إلى اعتبار أن بين سطور اللقاء رسالة سياسية مشفرة من بنشعي ومعراب في اتجاه الوزير باسيل.

غير أن مصادر مقربة من باسيل لا تقارب الأمور على هذا النحو، وتؤكد لـ”المركزية” أن “التيار يؤيد كل المصالحات، لا سيما منها تلك التي يتوصل إليها طرفان مسيحيان”.

غير أن المصادر نفسها تبدو حريصة على الاشارة إلى أن “التيار لم يخاصم أحدا، لكن ما من علاقة اليوم بينه وبين تيار المردة”، معتبرة أن “النائب السابق سليمان فرنجية هو الذي يُسأل عن هذا الأمر”.

وإذ تشدد المصادر على أن لا علاقة بين اجتماع الأمس ولقاء جعجع- فرنجية، تلفت إلى أن “البحث تناول قضية تثبيت المصالحة المسيحية، وإعادة الحياة إلى تفاهم معراب”، مشيرة إلى “أننا أرسينا قواعد الشراكة التي لا يمكن أن تكون منقوصة، تماما كما تم العمل بالمعايير التي كنا قد أثرناها في الملف الحكومي”.

وعلى عكس التوقعات، كشفت المصادر أن المجتمعين لم يتطرقوا إلى الملفات الخلافية التي “كهربت” العلاقات على خط معراب- ميرنا الشالوحي، لأن المشاركين لم يغوصوا في تفاصيل هذه القضايا، لا سيما منها ملف الكهرباء.

وفي ما يخص مفاوضات التأليف التي بلغت، هي الأخرى، مراحلها النهائية، أبدت المصادر تفاؤلها في هذا الشأن، خصوصا في ظل جولة المشاورات التي شهدتها الساعات الماضية، ومشيرة إلى “أننا راضون عن الحصة التي آلت إلينا، بعدما قمنا بما كان علينا القيام به”.

غير أن المصادر تعتبر أنها لا تفشي سرا إن أكدت أن بعض العقد لا تزال عالقة عند قضية تمثيل القوات اللبنانية”، “لكننا ننظر بايجابية إلى نيلهم منصب نيابة رئاسة الحكومة”.