IMLebanon

لقاح الإنفلونزا ليس للجميع… فهل يناسبكم؟

كتبت جنى جبور في “الجمهورية”:

تكثر في هذه الفترة التوجّهات العشوائية إلى مراكز الرعاية الصحية والصيدليات للحصول على لقاح الإنفلونزا، ظنّاً أنه يحمي الاشخاص من التعرّض للرشح في موسم الشتاء. ولكن، هل يقي هذا اللقاح فعلاً من الرشح. وهل يجب أن يخضع له الجميع؟

الإنفلونزا، مرض فيروسي شديد العدوى يسبّب إلتهاباً حاداً في الجهاز التنفّسي، وتختلف فيروسات الإنفلونزا بشكل كبير، فاعتماداً على تحوّل الطفرات الوراثية من عام إلى آخر، تختلف تركبية اللقاح الوقائي المخصّص له.

في هذا السياق، كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع رئيس جمعية الطبّ الداخلي والجمعية اللبنانية للعناية الملطفة الدكتور ايلي مبارك الذي قال إنّ «اللقاح، هو الوسيلة الأكثر فعالية لتجنّب انتشار الانفلونزا المعروف بالـ«Flu». ومن المهم تجديد الحصول على اللقاح في كل سنة، لأنّ فيروس الانفلونزا يتبدل من عام الى آخر».

المرشّحون للقاح

صحيح أنّ اللقاح قد ينقذ حياة المريض، ويسمح بتفادي الدخول المتكرّر إلى المستشفى، ويحمي الأفراد بشكل عام من تداعيات الإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها الخطيرة، ولكن هذا لا يعني أنّه على الجميع التوجّه للحصول على هذا اللقاح.

 

ويوضح د. مبارك أنه «ليس من الضروري ابداً أن يحصل الجميع عليه، والذين لا يعانون من مشكلات صحية، من الطبيعي ان يصابوا بالانفلونزا دون تتطور ايّ مضاعفات لديهم بسبب قوة مناعتهم، وبالتالي لا يوجد ايّ خطر عليهم. ولكن، من الضروري جداً أن يحصل على هذا اللقاح المرضى الذين هم الاكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الخطيرة وهم الاشخاص في عمر الـ65 وما فوق، الأطفال من الـ6 اشهر حتّى 5 سنوات، أو حتى 18 سنة اذا كانوا يعانون من مشكلات صحية، النساء الحوامل، والذين يعانون من نقص المناعة، أو من حالات طبّية مزمنة مثل مرضى السكري، ومرضى الانسداد الرئوي المزمن والربو وامراض القلب والكلى والكبد المزمن، اضطرابات الدم، البدانة المفرطة، والعاملون في مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات. بالاضافة، الى الحوامل حيث يُعتبر هذا اللقاح اساسي لهنّ وللجنين لا سيما في الفترة الاولى من الحمل».

ابتعدوا عن اللقاح في حال….

اللقاح فعّال بنسبة تفوق الـ90 في المئة، وتراوح الفترة المناسبة للحصول عليه من نيسان حتى نهاية تشرين الاول. أمّا بالنسبة للعوارض الجانبية التي يمكن أن تصيب الشخص بعد حصوله على لقاح الانفلونزا فتكاد لا تُذكر، وتختفي في حال ظهورها بعد 48 ساعة، ويَذكُر د. مبارك بعضاً منها والتي تُعتبر الاكثر انتشاراً وشيوعاً على الشكل الآتي:

«احمرار بسيط في موقع الحقن، ارتفاع بسيط في دراجات الحرارة، آلام طفيفة في الجسم. بعض الفئات يفضَّل أن لا تقوم باللقاح ولا سيما الذين يعانون من حساسية البيض أو الحساسية ضد لقاحات الانفلونزا، الذين لديهم عوارض متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre syndrome) وهو عبارة عن اضطراب يتمثل في مهاجمة الجهاز المناعي للأعصاب، الاشخاص تحت الـ6 اشهر، والذين يعانون من التهابات معيّنة او الذين حال يعانون من ارتفاع في حرارة جسمهم».

توصيات محلية

من جهة أخرى، كانت الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والميكروبيولوجيا السريرية، والجمعية اللبنانية لأمراض الرئة، والجمعية اللبنانية لطب العائلة، والجمعية اللبنانية للطب الداخلي، والجمعية اللبنانية لطب الأطفال قد كشفت النقاب عن التوصيات المحلية التي أصدرتها الجمعيات العلمية المحلية للمرة الاولى مرة في لبنان حول ضرورة تلقّي اللقاحات خلال موسم الإنفلونزا لتفادي تداعيات الإصابة بها ومضاعفاتها والمعاناة وتقليل الأعباء الناجمة عنها وتمّ وضع توصيات وبروتوكول حول هذا الموضوع، وشملت الإجراءات الوقائية:

  • غسل اليدين بانتظام

 

  • اعتماد نظام مدروس للنظافة التنفّسية: كتغطية الفم والأنف أثناء السعال والعطس باستخدام المناديل والتخلّص منها بشكل صحيح.

 

  • العزلة الذاتية في وقت مبكر لأولئك الذين يشعرون بتوعّك أو حمى لمَن يعاني من أيّ أعراض اخرى للإنفلونزا.

 

  • تجنّب الاتصال المباشر مع المرضى

 

  • تجنّب ملامسة العينين والأنف والفم.

انتبهوا لاطفالكم

وفق منظمة الصحة العالمية تتسبّب تلك الأوبئة الموسمية السنوية في حدوث نحو ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة اعتلال وخيم فيما تُسجّل بين 000 250 و000 500 حالة وفاة، وفي المقابل الحصول على اللقاح متوفر في جميع مراكز الرعاية الصحية والصيدليات.

ويشدد د. مبارك على «ضرورة تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية سنوياً وبشكل مستمر للاشخاص الاكثر عرضة الذين ذكرناهم آنفاً، كما أتمنى على الامهات عدم ارسال اطفالهم الى المدرسة في حال شعورهم بأيّ عارض من عوارض الانفلونزا والتي تتمثل بارتفاع درجة الحرارة، صداع الرأس، السعال أو التهاب الحلق وآلام العضلات، كي لا ينقل العدوى الى زملائه، مع أهمّية استشارة طبيب العائلة للحدّ من المضاعفات ومعالجتها باكراً لتجنّب الدخول الى المستشفى».