IMLebanon

“اللقاء التشاوري” عرّابه “حزب الله” ووُجد لإضعاف الحريري!

نام مطلب تمثيل سنّة 8 آذار في مجلس الوزراء العتيد، أشهرا. فقد ارتفع هذا المطلب بعيد تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، قبل ان تخفت المطالبة به الى حد الاختفاء في شكل شبه تام في الأسابيع الماضية. الا انه، وفي لحظة كان يجب ان تكون حاسمة على خط التأليف، استفاق مجددا، على لسان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصيا الذي نفض الغبار عنه الجمعة الماضي، فيما كان الحريري يعمل لانهاء عملية الولادة الحكومية بحلول الاحد. فانضم هذا الموقف الى عوامل اخرى استجدّت حكوميا، فتلبّدت الاجواء على هذه الضفة مجددا وتعثر التأليف…

مصادر سياسية في الفريق “السيادي” تقول لـ”المركزية” إن “حزب الله” هو في الواقع عرّاب هذا التجمع الذي اتخذ اسم “اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين” ويضم النواب “عبد الرحيم مراد (البقاع لائحة الثنائي الشيعي) الوليد سكرية(بعلبك لائحة الثنائي الشيعي) فيصل كرامي(طرابلس) وجهاد الصمد(الضنيه- لائحة التكتل الوطني) قاسم هاشم (شبعا الجنوب لائحة الثنائي) وعدنان  طرابلسي (بيروت- لائحة الثنائي). فأعضاؤه غير قادرين على التأثير في اللعبة السياسية لولا دعم الضاحية لهم، بدليل مسار الامور حكوميا.

الهدف من “خلق” هذا الفريق، ومعظم أفراده موجودون في كتل سياسية أخرى، هو على ما يبدو استخدامه ضد الحريري، بما يضعف هالته وصورته محليا واقليميا ودوليا. فالحزب يريد القول من خلاله ان الاخير لم يعد الممثل الوحيد للطائفة السنية بل هناك 27% من الشارع السني لا يؤيده لا بل يدعم خيارات المقاومة. ولا مفرّ تاليا، من اخذ هذه الارقام في الاعتبار وتمثيل هؤلاء في مجلس الوزراء، في واقع سيكون مزعجا للرئيس المكلف.

واذا كانت هذه الخطوة تساهم ايضا في رفع حصة فريق 8 آذار في الحكومة العتيدة بما يساعده على التحكم أكثر بقراراتها، فإن المصادر لا تُسقط من حساباتها امكانية ان يكون “الحزب” قرر استخدام ورقة سنة المعارضة، مجددا في هذا الوقت، مستفيدا من انشغال السعودية في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي – ففي رأي الضاحية، هذا الملف يضعف الموقف السعودي في المنطقة وبالتالي يمكن الاستفادة من هذا الظرف، لحشر الرئيس المكلف وفرض عليه ما كان يرفضه- كما قد يكون رمى هذا المطلب على الطاولة لخربطة التشكيل في انتظار جديد اقليمي ما، يكون فيه محور الممانعة أقوى وأفعل.

وفي وقت أكد الحريري ان لا عقدة سنية، وتردد ان الحل لهذه المسألة قد يكون بتوزير سني من اللقاء التشاوري، هو على الارجح النائب فيصل كرامي، من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تشير المصادر الى ان العمل جار لحل عقدة التمثيل القواتي في الحكومة.

فاذا ما نجح الحريري في ارضاء معراب بعرض يلبي طموحاتها وتطلعاتها (انطلاقا من الكتاب الذي سلّمه اياه امس مدير مكتب رئيس القوات ايلي براغيد في بيت الوسط مساء) وتم اجهاضه مجددا او عمد بعض القوى السياسية الى اثارة وابتداع عُقد أخرى، فسيكون الرئيس المكلف ومعه اللبنانيون بدأوا يقتنعون بأن العرقلة متعمّدة وبأن أسبابها واهدافها خارجية اقليمية… وإلا فإن الدخان الابيض يفترض ان يتصاعد ايذانا بولادة الحكومة المنتظرة منذ اشهر.