IMLebanon

دمشق تتشدد إزاء لجنة “الدستور” وتعويل على تدخّل روسي مساعد

وصل موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى دمشق، في مهمّة لن تكون سهلة وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” هدفها إقناع النظام السوري بتأييد تشكيل لجنة تكلف صياغة دستور جديد. وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في مؤتمر صحافي إن دي ميستورا الذي أعلن الأسبوع الفائت أنه سيغادر منصبه نهاية الشهر المقبل، سيبقى “بضعة أيام” في العاصمة السورية من دون ان يحدد المسؤولين الذين سيلتقيهم الموفد الأممي وما إذا كان من بينهم الرئيس بشار الاسد، علما بأن هذه الزيارة تأتي بدعوة من السلطات السورية.

وفي وقت يضغط المجتمع الدولي داعما دي ميستورا، لتشكيل هذه اللجنة في اسرع وقت بما يتيح اطلاق عملية الحل السياسي للازمة السورية، لا يبدو النظام السوري في وارد التجاوب مع هذه الجهود. فخلال استقباله المبعوث الاممي اليوم، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لضيفه “الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي يقرره الشعب السوري من دون أي تدخل خارجي”.

وليس بعيدا، تشير المصادر الى ان التعويل هو على موقف تتخذه روسيا تطلب فيه من حليفتيها دمشق وطهران وقف التصعيد في الميدان وفي السياسة والتعاون مع المسعى الاممي. أما إن لم تتدخل موسكو، فالارجح ان يتعثر دي مستورا مرة جديدة.

وفي انتظار ما يمكن ان يُسجل على ضفة “الدستور” من مستجدات، سيحضر الملف السوري بتشعباته كلها من واقع ادلب الى آلية الحل السياسي مرورا بالوجود الايراني، في القمة الرباعية المرتقبة في تركيا في 27 الجاري، وتضم قادة تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا. وقال الكرملين في بيان إن “سيجري تبادل للآراء حيال القضية السورية، بما في ذلك عملية التسوية السياسية في سوريا وخطوات تعزيز الأمن والاستقرار وخلق ظروف لعودة اللاجئين وإعادة إعمار البنى الاجتماعية الاقتصادية”… وفي وقت تشير الى ان منع اي تصعيد في المحافظة الشمالية سيحتل حيزا واسعا من النقاشات، حيث ان تفادي اي موجات نزوح جديدة من سوريا الى تركيا ومنها ربما الى أوروبا يشكّل هاجسا مشتركا للمجتمعين، تقول المصادر ان بوتين سيتغتنم القمة لمعرفة موقف الاوروبيين من المشاركة في تمويل مبادرة روسيا لاعادة اللاجئين السوريين واعادة اعمار سوريا.

وهنا، تقول المصادر ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل سيطرحان على بوتين اولا، تأمين سير حليفها النظام السوري بمفاوضات الحل السياسي وتجاوبه مع جهود دي ميستورا لتشكيل لجنة بحث الدستور السوري الجديد، وثانيا، العمل لإخراج القوات الايرانية وتلك المدعومة من الجمهورية الاسلامية وعلى رأسها “حزب الله”، من سوريا، على ان تشكل هاتان النقطتان مفتاح اي تعاون دولي مع مبادرات روسيا.

وتتوقع المصادر ان تستمر المراوحة سوريا، أكان سياسيا او ميدانيا، حتى القمة التي بات شبه محسوم ان تجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب في باريس في 11 تشرين الثاني المقبل على هامش مشاركتهما في فعاليات تنظّمها فرنسا بمناسبة مرور 100 عام على الحرب العالمية الأولى.