IMLebanon

رسائل محلية ودولية في إطلالة الحريري إلى جانب بن سلمان

برز في كلام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جلسة نقاش مشتركة مع الرئيس المكلف سعد الحريري وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض، حديثه عن لبنان ودور الرئيس الحريري بقوله: “نستطيع ان نرى عملا قويا ورائعا جدا بقيادة دولة الرئيس في لبنان لاستعادة لبنان لصدارته والانطلاق من ذاك المحل”، مضيفا: “انا اجزم بأن جهود اخواننا في لبنان ستنجح بقيادة دولة الرئيس والقادة اللبنانيين”، قبل ان يختم ممازحا ان “الحريري باقٍ يومين في السعودية فأرجو ألا يقال إنه مخطوف”.

واللافت أيضا، الى جانب إشادة ولي العهد بقيادة الحريري، الشكل الذي اطل به الاخير على المنتدى متوسطا الامير بن سلمان وولي عهد البحرين، فيما توقّع كثيرون ان تكون مشاركة الحريري في احدى جلسات النقاش إما وحيدا من دون ولي العهد السعودي او الى جانب امراء دول خليجية، علما ان الجلسة كانت المشاركة الاولى لولي العهد في المنتدى الذي بدأ اعماله منذ اكثر من اسبوع، وكان العالم يترقّب كلمته لوضع النقاط على حروف قضية مقتل الصحافي جمال الخاشقجي.

ومع ان هذه الاطلالة شكلا ومضمونا تحمل الكثير من الابعاد والرسائل السياسية في اتّجاهات مختلفة، غير ان توقيتها المتزامن مع المخاض العسير الذي تمرّ به عملية تشكيل الحكومة شكّل النقطة الاهم، خصوصا في ظل الاصوات والمواقف غير المباشرة التي بدأت تلوح في سماء التأليف بمطالبة الرئيس المكلّف بحزم امره حكوميا ووقف “غنج” بعض الفرقاء او الاعتذار عن المهمة.

ويذهب مراقبون في قراءتهم لزيارة الاربع وعشرين ساعة السعودية، الى حد القول إنه “رفيق الحريري الذي كان على المنصة”. ويستعيدون “مشاهد الاستقبال الملكي الذي يلقاه الرئيس الشهيد في كل مرّة كان يزور الرياض كتعبير عن اهمية دوره في لبنان والمنطقة والعالم أيضا”.

فالحريري الابن “دعّم” ما بناه والده من علاقات وروابط قوية مع السعودية والدول الخليجية، بدليل حفاوة الاستقبال والود الذي ابداه ولي العهد تجاهه ما يدحض كل الاقاويل التي اشارت الى “تأزّم” العلاقة بينهما.

ويلفت المراقبون الى “اهمية شكل اطلالة الرئيس الحريري. فهو كان يجلس الى يمين ولي العهد السعودي متوسطا ايّاه وولي عهد البحرين، وهذا بحدّ ذاته دلالة الى مكانته في المملكة وتقدّمه على ملوك وامراء خليجيين”، وتعتبر ان “هذه المشهدية تنعكس ايجابا على البلد المتخبّط في ازمة تشكيل الحكومة”.

ولا تتوقّف اهمية المشهدية على “تثبيت” وضعية الحريري كزعيم وطني سنّي يحظى بدعم سعودي ومصري ودولي كَونه يُمثّل الاعتدال الاسلامي، بل أيضا على شبكة علاقاته الاقليمية. وهنا يُشير المراقبون الى ان “اطلالة بن سلمان في المنتدى وبجانبه الرئيس الحريري ليُحدد الموقف الرسمي السعودي من قضية الخاشقجي لها ابعاد كثيرة لا يُمكن فصلها عن العلاقة الجيّدة التي تربط الحريري بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان. ما يجعل التساؤل مشروعا: “هل من دور وسيط للرئيس الحريري بين المملكة وانقرة لترطيب الاجواء بينهما بعدما توتّرت على خلفية التحقيقات في قضية الصحافي السعودي” خصوصا ان بعض الاوساط بدأ يتحدث عن ان الرئيس الحريري قد يلعب دورا مماثلا على مستوى العلاقات بين المملكة وعدد من دول أوروبا، لاسيما فرنسا التي تربطها به علاقات وثيقة جدا”؟