IMLebanon

إعلام المواجهة (بقلم بسام أبو زيد)

في الحرب السياسية القائمة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، يستخدم الطرفان الإعلام كسلاح فعال في تشويه صورة بعضهما البعض، وفي محاولة وضع الرئيس سعد الحريري أمام أمر واقع لا يمكن التملص منه.

لقد شكل كل من “التيار” و”القوات” جيشا إعلاميا إلكترونيا وغير إلكتروني، وحشدا كل أنصارهما من الإعلاميين من أجل كسب المعارك السياسية المستعرة لدى الرأي العام ولا سيما المسيحي منه.

لقد اعتمد “التيار الوطني الحر” في هذه المعركة على سلاح قديم وهو نبش ماضي “القوات اللبنانية”، فتبين أن هذا السلاح لم يعد ذا فعالية، حتى أن مسؤولين في صفوف “التيار” أبدوا امتعاضا من العودة إلى هذا الماضي الذي اصبح فيما يبدو سلاحا ضدهم.

إزاء هذا الواقع عمد “التيار” إلى تصعيد الاتهام السياسي في وجه “القوات”، فركز في حملته الإعلامية على أن” القوات” تحاول ضرب العهد ورئيسه القوي ومنع نجاحه، معتقدين أن هذه القضية قد تثير الرأي العام ضدهم، وأرفقوا هذه الحملة بترويج سريع وهو ان الحكومة ستولد في ساعات وبمن حضر لمواجهة الواقع الاقتصادي المتردي، لاسيما وأن “القوات” قد رفضت كل ما قدم لها. وهنا يأتي الضغط الإعلامي على الرئيس الحريري لإحراجه فيشكل وتخرج “القوات” أو تدخل الحكومة ضعيفة وهو ما يريده “التيار”.

في المقابل ركزت “القوات اللبنانية” حملتها على أن الرئيس عون و”التيار الوطني الحر” يريدان استخدام كل السبل لإضعافها لاسيما وأن شعبيتها تتصاعد، وأن من حقها في الحكومة أن تنال حصة وازنة لأن وزراءها كانوا مثالا في الممارسة الوزارية وهو أمر اقتنع به معظم الرأي العام المسيحي. وأثارت “القوات” في وجه الرئيس المكلف أنها لا تطالب سوى بحقها، ووجهت الإعلام بهذا الاتجاه في الحق بحقائب وزارية ووازنة وصولا إلى تسمية هذه الحقائب في الوسائل الإعلامية حتى قبل طرحها في المفاوضات أمام الرئيس المكلف وهو ما أثار استياءه أحياناً.

بين “القوات” من جهة والرئيس و”التيار” من جهة ثانية، المواجهة الإعلامية مفتوحة والرأي العام المسيحي ولا سيما المستقل منه لم يعد ساذجا، يميز الصح من الخطأ والافتراء عن الحقيقة والتحريض عن المنطق والكذب عن الصدق، وغدا لناظره قريب.