IMLebanon

سنة المعارضة: لا حكومة من دوننا ونراهن على حلفائنا

لم يقتنع النواب السنة غير الدائرين في فلك تيار “المستقبل” بالكلام عن أن عدم التقائهم ضمن كتلة نيابية موحدة الأهداف والرؤى سيحرمهم مقعدا وزاريا، فكان أن قفزوا فوق إصرار الرئيس المكلف سعد الحريري على عدم ضمهم إلى حكومته المنتظرة منذ 5 أشهر، ودأبوا على عقد الاجتماعات للمطالبة بما يسمونه “حقهم” في تمثيل حكومي يتيحه لهم الفوز الذي حققوه في الانتخابات النيابية.

ولكن، وفي مقابل الحركة الدؤوبة التي سجلها النواب، اعتصم كثير من حلفائهم، على رأسهم “حزب الله”، بصمت ثقيل على مدى أكثر من أربعة أشهر بما رسخ اعتقادا بأن الجميع تجاوز عقدة تمثيل السنة من خارج العباءة الزرقاء، إلى حد الجزم في بعض الأروقة السياسية بأن الفريق الوزاري العتيد سيخلو من ممثل لهؤلاء النواب، من باب رفض الرئيس المكلف تشارك القرار مع معارضيه من دون أن يفوته قذف كرة النار هذه إلى ملعب رئيس الجمهورية، باعتبار أنه “بي الكل”.

على أن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله فجر مفاجأة سياسية كبيرة، أطاحت التفاؤل بولادة الحكومة الأسبوع الفائت، حيث أسدى إلى الجميع نصيحة “عدم وضع المهل للتشكيل”، منبها في الوقت نفسه إلى أن “بعض العقد التي برزت مع بداية المفاوضات لم تؤخذ على محمل الجد، وهي مرتبطة بتوزير بعض الجهات”، مشيرة إلى أن “الثنائي الشيعي معني ببعض هذه العقد”. وهو ما فهم على أنه رسالة واضحة من الضاحية في اتجاه الرئيس المكلف، لجهة ضروة توزير أحد النواب السنة وهو ما جاهر به عدد من كوادر ونواب الحزب في خلال الأسبوع المنصرم.

وإذا كان هذا  الموقف قد أثار ارتياحا في أوساط النواب الستة الذين التقوا أخيرا في دارة النائب فيصل كرامي، فإنه لا يبدو أنه غير موقف الحريري، بدليل أن موجات التفاؤل تتصاعد، إزاء ولادة حكومة ولكن من دون معارضي الحريري في معقله السني.

وفي هذا الإطار، تكشف مصادر مقربة من كرامي لـ “المركزية”  أن التواصل لا يزال مقطوعا بين “المعنيين بالتشكيل والنواب السنة الستة”، مشيرة إلى أن “ذلك يتناقض تماما مع توجه الرئيس المكلف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية”.

وتنبه الأوساط إلى أن “من غير الجائز أن ينبري جميع “طباخي التشكيلة” إلى بذل كل الجهود الممكنة لكسح كل الألغام التي اعترضت مسار التشكيل ما خلا عقدة النواب السنة، علما أنها كانت موجودة على رغم تعمد الرئيس الحريري تجاهلها”.

وعلى وقع التفاؤل بتشكيل قريب قد لا يتجاوز الساعات، تذهب المصادر بعيدا، إلى حد توقع تعذر تأليف حكومة وحدة وطنية من دون النواب السنة من خارج تيار “المستقبل”، معولة في ذلك على “حلفائنا لا سيما منهم حزب الله ورئيس الجمهورية، وهو الذي نعتبره أيضا حليفا مهما لنا أسوة بالحزب”.

وتختم المصادر مشيرة إلى أن “في حال تألفت الحكومة من دون سنة 8 آذار، فإن هؤلاء سيجتمعون ليتدارسوا الموقف سواء لجهة حجب الثقة عن الحكومة، أو الانتقال إلى المعسكر المعارض”.