IMLebanon

“التيار” على تفاؤله الحكومي: التشكيل قريب

نحن متمسكون بتوزير سنة 8 آذار في الحكومة العتيدة”. جملة وحيدة كانت كفيلة بإطاحة التفاؤل الذي ساد الاثنين بقرب ولادة الحكومة في الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون. ذلك أن كل الأجواء التي سادت مساء الاثنين تشي بأن “أرنب” التمثيل السني المناهض للرئيس المكلف سعد الحريري خرج في اللحظات الأخيرة من قبعة الحليف الأهم، والخصم الأول للحريري “حزب الله”. ذلك أن للمرة الثانية في غضون عشرة أيام تعثّر مسار التشكيل الذي كان يتهيأ لبلوغ المحطة النهائية بعد طول انتظار، بضغط من الحزب الذي بلغت به الأمور حد الامتناع عن تسليم “بيت الوسط” أسماء ممثليه في الحكومة العتيدة قبل فكفكة اللغم السني المعارض.

ولا يختلف اثنان أن من شأن تصلب المواقف هذا أن يعقد المهمة على الرئيس المكلف، علما أنه لا ينفك يزداد إصرارا على رفض ضم معارضيه في معقله السني إلى حكومته التي من المفترض أن تعمر إلى حين انتخاب مجلس نيابي جديد. غير أن الأنظار تتجه أولا، في هذه الجولة “المستجدة” من مفاوضات التأليف، إلى “التيار الوطني الحر”، بوصفه الداعم الأول للعهد الذي (قد) تمر الذكرى الثانية لانطلاقته من دون حكومة، على عكس ما كان قد أمل فيه كثير من الدائرين في الفلك الرئاسي. ذلك أن بعض المراقبين يعتبرون أن “التيار” “محشور” بين حليفيه، التقليدي من جهة، والجديد من جهة أخرى، فيما يستهلك التشكيل أياما من عمر العهد، كان من المفترض أن تكرسها الحكومة للعمل على تحقيق مصالح الناس، كما وعد القيّمون عليها مرارا.

غير أن “التيار” لا يزال على تفاؤله في قرب ولادة الحكومة، بدليل أن مصادر في تكتل “لبنان القوي” أكدت، لـ”المركزية”، أن “على الرغم من كل العقد، ستبصر الحكومة النور في أقرب الآجال، خصوصا أن العقدة الكأداء التي أعاقت الولادة الحكومية على مدى شهور طوال قد حلت (في إشارة مبطنة إلى تمثيل “القوات” في الحكومة، غداة إعلان رئيسها سمير جعجع قرار المشاركة في الفريق الوزاري)”، مشيرةً إلى أن “من شرب من البحر لن يغص بالساقية”.

وإذا شددت المصادر على أن “تمثيل سنة 8 آذار لن يتحوّل عقدة حقيقية تعطل المفاوضات في مراحلها الأخيرة”، أكدت أن “الاتصالات جارية على أرفع المستويات لاستيلاد الحكومة في أقرب وقت لأن الناس يعلقون آمالا كبيرة على العهد من حيث الانجازات وتأمين إنتاجية الاقتصاد الواقع في ركود مرعب”.

انطلاقا من هذا الإصرار، أكدت المصادر أن الهم الأساس لدى “التيار الوطني الحر” يبقى في الذهاب نحو حكومة منتجة لا تحمل في طياتها بذور تعطيلها من الداخل، مشيرةً إلى أن “هذا أمر يجب أن يتحمل مسؤوليته معنا الرئيس الحريري، و”حزب الله” وحركة “أمل”، وكذلك جميع الأفرقاء”.